عادي

تعرف إلى جماليات ما بعد الحداثة

21:17 مساء
قراءة دقيقتين
المسرح البوليفوني فنون ما بعد الحداثة

القاهرة: الخليج

تشير د. رانيا يحيى في كتابها «المسرح البوليفوني.. فنون ما بعد الحداثة» إلى أن فلاسفة علم الجمال حاولوا تشكيل الأفكار الخاصة بالحداثة من حيث التركيز على فكرة الفرد واهتمامه بموضوع الذات، كذلك العلاقات الممكنة بين الفردية والمجتمع، وأيضا ما يتعلق بذلك من أفكار حول العام والخاص، وحول النمطي والإبداعي وغيرها من الأفكار، التي تطورت فشكلت العالم الحديث وما بعد الحديث أيضاً.

أما جماليات ما بعد الحداثة فتنظر إلى نفسها باعتبارها تتجاوز القسمة الثنائية القديمة الخاصة بالفنون العليا والدنيا، أو الراقية والشعبية، أو الجميلة والتطبيقية، وأنها تقف على طرف نقيض للحداثة، فلم تعد المعايير الجمالية التي يقاس بها العمل الفني تسير وفق معيار ثابت أو محدد من قبل النقاد، حيث تعددت المعايير الجمالية التي تستقي مبادئها من جماليات الفن ذاته.

واستناداً إلى ذلك أصبح الفن لا يقتصر على الأبعاد الجمالية وحدها، ولكن اعتمد أيضاً على الأبعاد الاجتماعية والتاريخية والأخلاقية، وأصبحت فنون ما بعد الحداثة تحتوي على عدة مصادر تعبر عن المضمون أو المحتوى، وقد يكون حدثاً واحداً، لكن يخدمه تنوع المصادر كأن يحتوي على مضامين سياسية وعلمية واقتصادية وعقائدية، كل ذلك يعمل على تبسيط المحتوى وتقريبه من المتلقي لبلوغ الرسالة.

إجمالاً يسعى الفن ما بعد الحداثي إلى تقديم قواعد جمالية جديدة، وإدراك مختلف للواقع بغض النظر عن البعد التسويقي أو التجاري فيه، فهذا جزء من حركة ما بعد الحداثة، لا تنسحب على الكل بالضرورة، ومن ثم فقد تغيرت جماليات العرض تغيراً جذرياً على يد الفنانين، وأصبح من الصعب تطبيق نظريات الجمال التقليدية على العروض الحديثة واللحظة الحاسمة في هذا التحول هي التغير الذي لحق بعلاقة الموضوع الفني بالذات المبدعة، وتحول المادة إلى حدث أو تجربة، لا يمكن الإمساك بها، ما يفرض الحاجة إلى تطوير نظرية جمالية جديدة، تناسب الشكل الجديد للعرض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ymtbj472

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"