الأزمة تتجاوز التقلبات

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

إذا كانت كل الآمال معلقة على المساعي الحثيثة التي تبذلها بعض الدول من أجل إنهاء الحرب في غزة وعدم تجددها بعد الهدنة، والأمل الأكبر في التوصل إلى حل نهائي وتعايش سلمي.. فإن الآمال معلقة أيضاً على المساعي الحثيثة التي يبذلها البعض ويجب أن يشارك فيها العالم بأسره، من أجل إنقاذ الأرض من الأزمات البيئية والمناخية، بل إنقاذ حياة الكائنات على اليابسة وفي البحار من كل المخاطر التي تتعرض لها والقادرة على القضاء على المستقبل إذا لم يواجهها الإنسان اليوم.

الآمال معلقة على «كوب ٢٨» مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الذي يعتبر حدثاً تاريخياً تشهده من اليوم دولة الإمارات، ويلتقي فيه مسؤولون وقادة من مختلف دول العالم للتناقش في ما تم الاتفاق عليه سابقاً وما تم إنجازه، ومدى التزام الدول بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر باريس لتغير المناخ في العام ٢٠١٥ للحد من تأثيرات التغير المناخي.

تقارير العلماء والباحثين تخيف من يتعمق فيها ويدقق في تفاصيلها، فالأزمة تتجاوز حدود المناخ وتقلباته المجنونة، وغضب الطبيعة الذي أصبح متسارعاً ومتكرراً في أي مكان في العالم وفي أي وقت، وتتجاوز أزمة المياه والشح المقبلين عليه ما لم يتم تدارك الأمر سريعاً.. فاليابسة ستصبح يابسة وتتقلص أكثر فأكثر المساحات الخضراء والغابات والأشجار، ما سينعكس سلباً على البشر والحيوانات في آن واحد، كذلك البحر مقبل على كارثة بيئية بسبب التلوث- الذي مصدره الإنسان طبعاً- ويقول العلماء إن ثمار البحر والطحالب والأعشاب والشعاب المرجانية متأثرة بشكل كبير ومهددة هي أيضاً بالزوال، ما سيترك أثراً كبيراً في كل الكائنات البحرية وفي الإنسان بلا شك.

ما فعله الإنسان بالماضي، لا يمحى أثره، وكل خطوة وجد فيها تطوراً لوسائل الحياة على الأرض تخدم مصالحه وتزيد حياته رفاهية، كان لها الأثر السلبي في نواح أخرى لم يلتفت إليها ليعوض خسارتها، ولم يكترث لما سيؤول إليه حال الكوكب بعد سنين طويلة! وها هو العالم يواجه تلك الآثار محاولاً البحث عن حلول تحقق الاستدامة وتعيد الخضرة إلى الأرض لتستعيد عافيتها شيئاً فشيئاً جواً وبراً وبحراً.

العالم يأتي إلى «كوب ٢٨» في الإمارات محمّلاً بحقائب وتلال من الهموم والأزمات، تقابلها تلال من الآمال والمشاريع البناءة والخطط والدراسات والأبحاث.. تحتاج إلى من يحولها إلى أفعال تُطبق في أسرع وقت.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5228ywmv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"