العلم والإيمان بنظرة مختلفة

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

لماذا يجب أن يتطارح العرب ضرورة انطلاق نهضة علمية؟ ذلك موضوع واجب البحث، وجوديّ التفكّر والتدبّر، الآن الآن، وليس غداً. أمّا الدوافع فمن أهمّها أن اليوم يوم الجمعة، وأن العصر عصر العلوم والتقانة، وإلاّ فإن الإنسان لفي خُسر، ثم إن العلوم والتقانات لم تعد ترفاً ولا بطر كماليات. الشرح الساطع آت.
الجمعة هو يوم تجلي الإيمان والعلم اليقين. يومٌ يتفكّر فيه المؤمنون في ملكوت السماوات والأرض: «ربَّنا ما خلقتَ هذا باطلاً، سبحانك». سبحانك، أي ننزّهك عن أن تكون قد خلقت هذا بغير حكمة وعلم وقدرة. إنّا ننزّهك عن أن تكون قد استخلفت الإنسانَ في الأرض، لمجرّد أن يعيث فيها فساداً، ويسفك الدماء بدعاوى القيم الحضارية، وغُلواء التمدّن التي تسفر عن الإبادة الجماعية والدمار الشامل. لا يمكن أن يتحدث المؤمن عن التفكر في ملكوت السماوات والأرض، بغير علوم قادرة على التسبيح باللغات التي تُبين عنها آيات عظمة الخلق. خلق الكون وراءه مجمع القوى المتشكل من الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء. بمثل هذه القوى يتسنى القول للشيء: كن فيكون.
العصر عصر العلوم والتقانة. ألا توجب عليك هذه الجملة البسيطة، أن يذهب العقل والفكر إلى بعيد؟ أن تسأل مثلاً، واليوم جمعة: أليس من حق العقل الذي كرّمه القرآن الكريم بمئات الآيات، أن يبحث علميّاً عن أسرار العلاقات العلمية التي تجعل جميع مكوّنات الكون تأتمر بأوامر واحدة، فهو خاضع لقوة واحدة موجّهة بقدرة قدير واحد؟ ما معنى الوحي إلى النحل؟ ما هو سر أن ذرّات العناصر في أجسامنا مرتبطة في النشأة بالمستعرات العظمى؟ هيدروجين جسمك يعود إلى 13.8 مليار سنة عند الانفجار العظيم.
العلوم والتقانة لم تعد بطر كماليات. سيعود القلم بالتفصيل إلى مقال قيّم نشر في موقع «جلوبال رسيرش» (البحث العالمي)، عنوانه يجعل فرائص التنميات المتعثرة ترتعد: «الدماغ هو ميدان معركة المستقبل. الهدف المعلن للمنتدى الاقتصادي العالمي هو: تغيير الإنسان». هدّئ من روعك، لكن عليك أن تدرك أن الذين سيُهزمون حضاريّاً، سيستخدمون خطة الأرض المحروقة، ولا يهمّهم أن تحترق الأرض كلها، إذا كان في إمكان شرذمة من الأشرار أن تقيم جزيرة على محيط من الفجائع.
لزوم ما يلزم: النتيجة الفكرية: لا سيادة بغير علم، ولا علم بغير قيم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3t2xasu5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"