التوقعات المسبقة تهدم الحياة الزوجية

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

أمام المشاكل في الحياة الزوجية، وتنامي نسب الطلاق التي تحدث عنها المختصون، تظهر الحاجة إلى برامج الإرشاد الأسري، وتدخل الخبراء، والدارسين في مجال الحياة الاجتماعية الأسرية، للمزيد من التوعية، وتنمية معارف الرجال والنساء، بمتطلبات الحياة الزوجية، وأركانها وواجباتها، وحدودها؛ لأن الخلافات التي تقع متنوعة وكثيرة، لكنها تقوم على مبدأ واحد، وهو التمسك بالرأي، وعدم تفهم الطرف الآخر، لا في مجال الاحتياجات، ولا في مجال الشخصية، ولا في مجال الثقافة والرغبة والتطلعات، لا يوجد تقبل ولا تفهم. 
أسوق لكم مثالاً عن أهم الصعوبات والعقبات التي تعترض الأزواج، ومنها، الاختلاف في الأولويات لدى الزوجين، واختلاف الأهداف الحياتية؛ مثل: الرغبة بالأطفال، تجد الزوج، يريد الأطفال مباشرة، بينما الطرف الآخر، يريد الانتظار بضع سنوات، ومثالاً آخر، تجد الزوجة شغوفة بتطوير معارفها وثقافتها، فتجدها تكمل تعليمها العالي، وتحضر ندوات وورشاً دراسية، بينما الزوج يرى أن في هذا إضاعة للوقت، كون الشهادة لن تمنح الزوجة أفضلية، ولا مكانة إضافية. هناك مثال عن تطلع الزوج لشراء بيت أو تعمير بيت، بينما ترى الزوجة أنها خطوة ليس أوانها الآن، فيمكن تأجيلها لعام أو اثنين، حتى لا يكون هناك ضغوط مالية، ونحوها من مثل هذه الاختلافات في الأهداف والرؤية للحياة. هذه مجرد أمثلة، ولا أقصد التقليل من الزوجة أو الزوج، المشكلة أن مثل هذه الخلافات قد تنمو وتكبر، ليس بسبب الموضوع نفسه مثار الخلاف؛ بل بسبب آخر، وهو سوء التواصل بين الزوج والزوجة، فهما لا يتحدثان مع بعضهما عن همومهما، ولا عن تطلعاتهما، ولا عن رغباتهما، ولا عن المشكلة نفسها التي يختلفان فيها، ولا يقومان بنقاشها، ولا يطرح كل طرف وجهة نظره بهدوء، ويستمع للآخر، ولا تتم محاولة إيجاد نقطة للتفاهم والالتقاء عندها.
ولا أنسى أن هناك مشكلة أخرى عميقة تحدث وتنمو في صمت، وهي توقعات كل طرف من الآخر، بعد فترة من الزواج، يشعر أحد الزوجين بخيبة أمل من شريك حياته؛ حيث يجده أقل من توقعاته، أو ليس وفق ما رسمه وتخيله، والمشكلة أنه يركز على هذا الجانب، ولا ينظر إلى جوانب كثيرة أخرى مميزة وجميلة، وقد لا تتوفر في كثير من الناس؛ لذا تعد التوقعات الكبيرة، وخيبة الأمل، رواسب نفسية عميقة داخل النفس، إن لم ينتبه لها الزوجان، فإنها ستكون أساساً لهدم حياتهما الزوجية، مع الأسف. من هنا تظهر الحاجة إلى مراكز متخصصة في التوعية، تقوم على الخبراء والمختصين في مجال الرعاية الأسرية.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3b69vy3p

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"