الرياضة.. في الحركة بركة

في ظل الحياة المعاصرة، باتت معظم المهام والواجبات الوظيفية تتم من خلال أجهزة اللابتوب أو الهواتف الذكية، ومعها تدنت الحركة، فالأعمال والمهام يغلب عليها الروتين والتكرار، والضغوط المستمرة، ساهمت في المزيد من الركون للعمل، في محاولة للإنجاز، والأعمال لا تنتهي ولا يتوقع منها التوقف. ونتج عن مثل هذه الحالة، تدني الاهتمام بالجوانب الرياضية، وتمت ملاحظة المشاكل الصحية، والإصابة بأمراض مثل زيادة الوزن، أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، فضلًا عن ضعف العظام والمفاصل وغيرها.
وكل واحد من هذه الأمراض، يحمل عدة أوجاع وعوارض، فعلى سبيل المثال زيادة الوزن قد ينتج عنها السكري، وأمراض القلب، وارتفاع الضغط، وغيرها الكثير. من هنا ظهرت الرياضة كحل، ومنفذ صحي استباقي، بمعنى التوجه نحو ممارسة الرياضة والتدريبات الرياضية، لتمنع تدهور صحتك، أو الإصابة بأيٍ من هذه الأمراض. 
ودون شك أن الرياضة ستساهم في حرق السعرات الحرارية، وتنقص الوزن، كذلك فإنها تخفض ضغط الدم، والكولسترول، والدهون، وغيرها، بل تعزز كثافة العظام، وتمنع الهشاشة والتهاب المفاصل. ولا ننسى أثر الرياضة على النفسية والمزاج، وتقليلها للتوتر والقلق. وهناك الكثير من الرياضات التي يمكن ممارستها داخل المنزل، أو على الشاطئ، أو في الحديقة العامة، ونحوها، مثل المشي، أو الجري، والسباحة، وهناك تمرينات خفيفة تستهدف تقوية العضلات والعظام، يمكن التعرف عليها من المختصين، وممارستها داخل المنزل، أو في المكتب لبضع دقائق من اليوم.
يقال بأن ممارسة الرياضة بشكل دوري، والمحافظة على هذا الروتين، استثمار عظيم، له عوائد وفوائد كبيرة على الصحة، والوقاية من كثير من الأمراض. ولنتذكر أنه في ظل التطورات المهولة في مجالات النقل، والخدمات الإلكترونية، التي قللت بشكل واضح من الحركة والنشاط البدني، فإن الرياضة تمثل خير تعويض، وخير استثمار. لا تتوجه إلى الرياضة بهدف تخفيض الوزن وحسب، وإنما لأنها روتين حياة، ونشاط يومي تقوم به، وكأنها جزء من يومك، تماماً مثل تناول الطعام. 
ومن النصائح المفيدة في هذا السياق أن نتذكر أن بعض الأمراض التي تمر بنا هي نتاج للخمول والكسل، وعدم الحركة بشكل كاف، ولا يوجد علاج ولا بديل، أو تعويض مناسب وملائم، إلا بممارسة الرياضة والتعود عليها، خاصة في المرحلة الأولى حيث تكون صعبة، لكنها تتحول بعد بضعة أيام إلى روتين، وجزء من التفكير اليومي. الرياضة المطلوبة هي الحركة، وكما يقال.. في الحركة بركة.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com