«بوتين الخامس»

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

فعلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما كان متوقعاً، وأعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في شهر مارس/ آذار المقبل للمرة الخامسة.

بعض العواصم الغربية أصيبت بخيبة أمل، خصوصاً في واشنطن ولندن، لاعتقادها بأن استمرار وجوده في الكرملين سوف يحبط كل مساعيها لإحداث تحول لمصلحتها في الحرب الأوكرانية، أو إحداث خلل في داخل روسيا.

هذا الإعلان جاء في وقته المناسب، بعد كثير من اللغط حول ما إذا كان بوتين سوف يترشح أم لا، لكنه حسم الأمر واتخذ قراره خلال حفل أقيم يوم الجمعة الماضي في الكرملين تكريماً لضباط وجنود يشاركون في الحرب الأوكرانية، إذ قال «كانت لدي أفكارمختلفة في أوقات مختلفة، ولكن هذا وقت اتخاذ القرار.. سأترشح لمنصب رئيس الاتحاد الروسي».

يذكر أن بوتين تولى الرئاسة في السابع من مايو/ أيار عام 2000، خلفاً لبوريس يلتسين حتى العام 2008، (لفترتين متتاليتين) ثم رئيساً للوزراء بين عامي 2008 و2012، ثم أعيد انتخابه رئيساً عام 2012 لمدة ست سنوات حتى عام 2018، وانتخب مجدداً من عام 2018 حتى العام 2024، حيث ستجرى الانتخابات الجديدة من 15 حتى 17 مارس/ آذار المقبل، أي في الذكرى العاشرة لضم شبه جزيرة القرم.

كان بوتين قد حصل على أغلبية ساحقة من أصوات الناخبين بلغت 78.88 بالمئة في مواجهة سبعة مرشحين عام 2018، وتؤكد استطلاعات الرأي الآن أنه سوف يحصد المزيد من الأصوات في الانتخابات المقبلة، نتيجة تصاعد شعبيته على وقع الحرب الأوكرانية، وسوف يعتبر ذلك تفويضاً شعبياً له للمضي في سياساته الحالية في مواجهة المخاطر الغربية المتأتية من إصرار حلف الأطلسي على التوسع شرقاً وإلحاق هزيمة عسكرية بروسيا.

في الانتخابات الرئاسية الحالية سُمح لخمسة أحزاب بالمشاركة تأكيداً على حرية الاختيار والشفافية، لكن من الواضح أن المزاج الروسي العام المؤيد لبوتين سوف يجعل منه «قيصر الكرملين» للمرة الخامسة بلا منازع، فهو الذي أخرج روسيا من حالة الانهيار في عهد يلتسين، وقضى على الأوليغارشيا وأباطرة الأعمال الذين نهبوا البلاد، وأعاد بناء اقتصادها وجيشها، وأخرجها من الفلك الغربي، وأعاد إليها دورها العالمي.

ويقول رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين إن قرار بوتين اليوم «يعكس حبه لبلاده ورغبته في جعلها قوية ومزدهرة، ولحماية روسيا في الفترة العصيبة الحالية المليئة بالتحديات والتهديدات».

لقد تمكن بوتين من الصمود في مواجهة حصار اقتصادي غربي خانق، وعقوبات غير مسبوقة، حيث أثبت الاقتصاد الروسي مرونة عالية وقدرة على التكيف مع الحرب وتداعياتها، وإفشال كل الجهود الغربية لإلحاق هزيمة ببلاده، ما أدى إلى تراجع الدعم الغربي لكييف وفشل هجومها المضاد.

وكان مجلس النواب الروسي (الدوما) أقدم في العام 2020 على تعديل الدستور حيث منح الفرصة للترشح لولايتين إضافيتين، ما يعني نظرياً على الأقل «تصفير العداد» أمام بوتين كي يبقى زعيماً للكرملين حتى العام 2036.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yrucxzr5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"