ضربت زلازل قوية وسط اليابان، أمس الاثنين، ما تسبب في حدوث موجات تسونامي زاد ارتفاعها عن متر في بعض المناطق أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل، ودفع بالسلطات اليابانية إلى الطلب من السكان مغادرة المناطق المعنية واللجوء إلى المرتفعات، في وقت تتأهب فيه الكوريتان الشمالية والجنوبية لحدوث أمواج تسونامي عاتية، فيما قامت السلطات الروسية بعمليات إجلاء من جزيرة سخالين المعرضة لخطر تسونامي مماثل.
وضربت زلازل قوية وسط اليابان، أمس الاثنين، وذكرت وسائل إعلام أن شخصين لقيا حتفهما بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7,5 درجة وضرب مقاطعة إيشيكاوا في الجانب المطل على بحر اليابان في جزيرة هونشو، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وقطعت القنوات التلفزيونية بثها الاعتيادي لبث برامج خاصة. وفي أحدها، حث رئيس الوزراء فوميو كيشيدا سكان المناطق الخطيرة على «إخلائها في أسرع وقت ممكن» والتوجه إلى تلك المرتفعة.
وقال أحد مقدّمي البرامج على قناة «إن إتش كيه» «ندرك أن منازلكم وممتلكاتكم مهمة بالنسبة لكم، لكن حياتكم أهم من أي شيء آخر! سارعوا إلى أعلى منطقة ممكنة».
وأعلن وزير الدفاع مينورو كيهارا أن ألف جندي يستعدون للتوجّه إلى المنطقة، بينما وضع 8500 غيرهم في حالة تأهّب. وأُرسلت نحو عشرين طائرة عسكرية لتقييم الأضرار. تراجع خطر تسونامي
وشعر السكان بالزلزال حتّى طوكيو على بعد أكثر من 300 كيلومتر من نوتو. وقال رجل مسنّ لقناة «إن إتش كيه» «لم أشهد على مثل ذلك من قبل، كان الأمر مخيفاً جداً. خرجت على الفور (من المنزل) لكن الأرض كانت تهتزّ». وحذّرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من احتمال حدوث أمواج تسونامي يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، لكنها عادت لتخفّض هذا التوقع إلى ثلاثة أمتار. لكن السيناريو الأسوأ لم يتحقق، إذ أفادت الوكالة أن أمواجاً يصل ارتفاعها إلى 1,2 متر ضربت ميناء واجيما في شبه جزيرة نوتو. وقال مركز التحذير من التسونامي في المحيط الهادئ إن خطر حدوث تسونامي «خفّ إلى حد كبير».
وضع مروع
وظهرت الأضرار الناجمة مباشرة عن الزلازل بشكل كبير في المنازل القديمة المبنية عموماً من الخشب. وقال الناطق باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي إنه تبلّغ ب«ست حالات» أشخاص عالقين تحت ركام مبان منهارة في مقاطعة إيشيكاوا. وأظهرت صور بثها التلفزيون الياباني اندلاع حريق في واجيما تسبب بتضرر عدة مبان.
ونُشر مقطع فيديو على منصة إكس يظهر منازل خشبية قديمة منهارة، ويسمع فيه شخص يطلب المساعدة ويقول «هذه منطقة ماتسونامي في نوتو. نحن في وضع مروع. من فضلكم تعالوا وساعدونا. مدينتي في وضع مروع». وأعلنت حالة «الإنذار» في مدن في أقصى الشرق الروسي، بينها فلاديفوستوك، بسبب خطر محتمل بحدوث تسونامي من دون القيام بعمليات إخلاء حتى الآن.
المحطات النووية
وانقطعت الكهرباء عن نحو 33500 منزل في مقاطعات إيشيكاوا وتوياما ونيغاتا، وكلها تقع على جانب بحر اليابان في جزيرة هونشو في اليابان، وفق ما أفادت المرافق المحلية.
كذلك، أغلقت طرق سريعة رئيسية، أمس الاثنين، في محيط مركز الزلازل وفق ما ذكرت الشركة المشغلة للطرق، وعُلّقت رحلات قطار شينكانسن السريع بين طوكيو ومركز الزلزال في منطقة نوتو بحسب السكك الحديد اليابانية. وأكّدت الحكومة اليابانية أنه لم يتم الإبلاغ عن أي خلل حتى الآن في المحطات النووية، وقال الناطق باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي «جرى تأكيد عدم وجود أي خلل في محطة شيكا للطاقة النووية (في إيشيكاوا) ومحطات أخرى حتى الآن».
تحذيرات
وفي السياق ذاته، قالت هيئة الأرصاد الجوية الكورية الجنوبية إن موجة تسونامي يقل ارتفاعها عن متر واحد وصلت السواحل الشرقية للبلاد عقب زلزال قوي ضرب اليابان، أمس الاثنين. وأضافت الهيئة أن البلاد ربما تشهد موجات أكثر وأكبر خلال الساعات القادمة. وذكرت الهيئة إن أولى موجات تسونامي التي وصلت إلى سواحل كوريا الجنوبية بلغ ارتفاعها 67 سنتيمتراً لكن قد تزيد ارتفاعاً وربما تستمر لأكثر من أربعة وعشرين ساعة.
من ناحية أخرى، أطلقت كوريا الشمالية تحذيرات من موجات تسونامي محتملة يصل ارتفاعها لأكثر من مترين على سواحلها، حسبما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء الكورية الجنوبية نقلاً عن الإذاعة الرسمية للجارة الشمالية. (وكالات )
