عادي
غيابه يزيد المشكلات في المدارس الخاصة

الأخصائي الاجتماعي.. صمام أمان السلوكيات الطلابية

01:45 صباحا
قراءة 4 دقائق
برامج توعوية بالظواهر السلبية تتناسب مع كل فئة عمرية

تحقيق: منى البدوي

يتسبب غياب دور الأخصائي الاجتماعي في بعض المدارس الخاصة في استفحال الكثير من المشكلات بين الطلبة وتناميها، ومن أبرزها «التنمّر»، حيث يذوب الدور الرئيسي للأخصائي الاجتماعي في المهام الأخرى التي أوكلتها إليه الإدارة المدرسية، وتنأى به عن دوره الأساسي في تقديم التوعية والتوجيه والإرشاد والدعم النفسي، ومعالجة المشكلات التي يتعرض لها الطالب.

تكتفي بعض المدارس الخاصة بتوظيف أخصائي اجتماعي للحصول على الترخيص من الجهات المعنية، وبسبب الجهل بأهمية دوره تلصق به مهام بعيدة عن كل ما يتعلق بالدور الذي يجب أن يمارسه للحدّ من تفشي الظواهر السلبية بين صفوف الطلبة، ومنها التنمّر وغير ذلك من المشكلات الطلابية.

وفي المقابل تحرص مدارس كثيرة على الحدّ من تفشي أي ظاهرة سلبية بين الطلبة ومنها التنمّر، الذي أكد الأخصائيون الاجتماعيون أن عواقبه وخيمة، ففعّلت دورهم، لتفادي تفشّي تلك الظاهرة وتوعية الطلبة بالقوانين وتعزيز السلوكيات الإيجابية وربطها بالقيم والأخلاقيات الاجتماعية.

يضاهي دور المدير

أكد حسين أبو رتيمة، مدير «مدرسة براعم العين» الخاصة بالعين، أهمية دور الأخصائي الاجتماعي، والعواقب الوخيمة التي قد تنجم عن تغييب دوره، فدوره أساسي في التوعية والتوجيه والإرشاد والدعم النفسي، ووقد يترتب على غيابه ولادة كثير من المشكلات المتعلقة بالطلبة من أبرزها التنمّر، والإهمال، والغياب المتكرر، والتأخر الدراسي، وغيرها.

وأشار إلى أن من أبرز الأدوار التي يؤديها في المدرسة الإسهام في صقل شخصية الطالب، حيث إن تجاهل هذا الدور المهم بالنسبة للطلبة يعمل على خلق فجوة بين المنزل والمدرسة، ومن ثم قد يصبح الطالب مهملاً وتضعف شخصيته، وهو ما سيجعله عرضة للتنمّر.

وأضاف أنه في ظل انتشار مواقع التواصل الحديثة، وشيوع استخدامها بين الطلبة، تنامت أهمية دور الأخصائي الاجتماعي، وباتت تضاهي في أهميتها دور مدير المدرسة.

للتغييب تبعات خطرة

وذكر شوكت حمدي أبو النصر، أخصائي اجتماعي ونفسي، أنه في ظل تعدد الوسائل والأدوات التي يستقي منها الفرد المعلومات ومنهم الطلبة، بات هناك نوع من الخلط بين المفاهيم ومنها التنمّر، وغير ذلك من المشكلات الطلابية الخفيفة، وهو ما ترتفع معه مسؤولية الأخصائي ودوره في توضيح المفاهيم للطلبة وأولياء أمورهم.

وقال إن وجوده الشكلي فقط وتغييب دوره تنتج عنه تبعات نفسية واجتماعية وسلوكية خطرة على الطالب، حيث إن دوره يبدأ قبل وقوع أي مشكلة بين الطلبة ومنها «التنمّر»، ويسهم في خلق بيئة تربوية تعليمية سليمة خالية من المنغّصات النفسية التي قد يتعرض لها بعض الطلبة.

وأضاف أن من أبرز المهام المنوطة به ولا يمكن تجاهلها في أي مدرسة إعداد دراسات إرشادية وجملة من البرامج والفعاليات التي تسهم في خلق نوع من الوعي لدى الطلبة وتسهم في تعديل سلوكياتهم، وتوجيههم نحو كيفية التصرف الصحيح والسليم في حال التعرض لأي مشكلة مثل «التنمّر»، وتعريفهم بالقوانين المتبعة في حال ثبوت فعل التنمّر والمخاطر الناجمة عنه، كونه منبوذاً دينياً واجتماعياً وأخلاقياً وإنسانياً.

دراسات علاجية

وأشار إلى أنه في حال تعرُّض الطالب للتنمّر لا يقتصر دور الأخصائي على تقديم الدعم النفسي للطالب المُتنمَّر عليه ورفع معنوياته وزيادة معدلات الثقة بالنفس لديه، وإنما عمل دراسة لتعديل سلوك الطالب أو المجموعة المُتنمِّرة وتوعيتهم بالقوانين في حال كونهم ضمن فئة عمرية واعية، واستخدام أساليب مبسطة منفرة من التنمّر أو غيره من السلوكيات السلبية، ومُرغِّبة في اتباع السلوكيات الإيجابية للطلبة من الفئات العمرية الصغيرة.

وذكر أنه في ظل وجود عدد من المواد الضابطة لسلوكيات الطلبة التي حددتها وزارة التربية والتعليم، واهتمام الأخصائيين الاجتماعيين بتوعية الطلبة ارتفعت مستويات الوعي بخطورة التنمّر وتداعياته القانونية والنفسية والاجتماعية، وكذلك اهتمام الأخصائي الاجتماعي بمتابعة الدراسات العلمية والمشكلات والظواهر الجديدة التي قد تنشأ، ومحاولة التصدي لها بين الطلبة قبل ولادتها أو تفشّيها.

ركيزة أساسية

وقالت لمى أبو منذر، أخصائية اجتماعية ونفسية في «مدرسة الاتحاد الوطنية» الخاصة بالعين، إن الأخصائي واحد من الأعمدة الرئيسية في المدرسة التي تسهم في تكوين وتدعيم بيئة مدرسية سليمة خالية من العنف بمختلف أشكاله وأنواعه.

وقالت إن التربية والتعليم وضعت جملة من القوانين والضوابط والإرشادات التي تسهم في الحدّ من ظاهرة التنمّر وتعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الطلبة. ودور الأخصائي في المدرسة وقائي وداعم وعلاجي. وتلك الأدوار يجب أن تكون متكاملة بين المدرسة وأسرة الطالب الذي تعرض للتنمّر والمُتنمِّر.

العنف الأسري

وأشارت إلى قاعدة علاجية تتمثل في (توقف، تحدث، تضامن) وتدعو الأسر إلى التوقف عن ممارسة العنف أو الضرب أو السب والشتم للطفل، أو ضمن محيط الأسرة، حتى لا ينشأ الطفل ضعيف الشخصية، ومن ثمّ يتعرض للتنمر أو يكتسب تلك السلوكيات ويعتادها، ومن ثم يُصبح مُتنمِّراً، والتحدث بدون خجل عن الموقف الذي تعرض له مع الأخصائي الاجتماعي أو الأب أو الأم، ولا يلجأ للكبت لتفادي تفاقم الآثار السلبية على الطالب، ومن ثم تضامن الأفراد معه وحمايته ومنع الأذى النفسي من الوقوع عليه.

تعزيز الثقة بالنفس

وأوضحت أن من الأسباب التي تجعل الطالب عرضة للتنمّر ضعف الشخصية، وعدم الثقة بالنفس، وهو ما يمكن تجاوزه بدعوة الطالب لتقبّل الذات وتعزيز النقاط الإيجابية لديه، وتعويده على عدم تقبل الإهانة، وعدم الردّ على المُتنمِّر بالأسلوب نفسه، والدفاع عن النفس بالمنطق بالتوجه للأخصائي الذي سيبحث في الأمر ويقدم العلاج النفسي والتربوي والسلوكي للمُتنمِّر، والبحث عن الأسباب التي أدت إلى اتباعه هذا السلوك، وتقديم الدعم النفسي اللازم للطالب الذي تم التنمر عليه.

وأشارت إلى أن الطالب المُتنمِّر وفقاً لما لاحظناه بالدراسات غير متوازن، وذو شخصية غير سوية ناجمة عن خلل في التربية، وهو ما يجب أن يلتفت إليه أولياء الأمور، أو التعاون مع الأخصائي الاجتماعي لمعالجة تلك المشكلة.

ونصحت أولياء الأمور بضرورة تخصيص أوقات محددة خلال اليوم، واستغلال أي فرصة مناسبة للتحاور مع الأبناء، لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتدعيم الجوانب الإيجابية لديهم، وغرس القيم الأخلاقية التي تدعو إلى الألفة والمحبة والتسامح، وعدم تغذية الروح العدوانية لديهم بدعوتهم إلى ممارسة العنف للدفاع عن أنفسهم. مشيرة إلى أن هذا الأسلوب يؤدي إلى خلق شخصية غير سوية تحل جميع مشكلاتها بالعنف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/47jcsybx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"