وصل الدين العام الأمريكي إلى مستوى قياسي جديد قدره 34 تريليون دولار في يناير 2024، نتيجة رفع المشرعين سقف الدين الأمريكي العام الماضي، لتجنب التخلف عن السداد. وسوف تزداد صورة الديون سوءاً في السنوات المقبلة، وفقاً لمكتب الميزانية في الكونغرس، الذي يقدر أن الإنفاق على الاستحقاقات، والإنفاق الإلزامي، وصافي مدفوعات الفائدة على الديون في الولايات المتحدة سوف يتجاوز إجمالي إيرادات الحكومة بحلول أوائل ثلاثينات القرن الحالي.
حلق الدين العام الأمريكي في آخر عقدين ليتضاعف 4.6 مرة، وذلك من 7.3 تريليون دولار في يناير 2005، بزيادة 26.7 تريليون دولار خلال 19 عاماً، منها 2.6 تريليون دولار فقط خلال عام 2023، حيث تجاوز سقف ديون الحكومة الأمريكية في يناير العام الماضي 31.4 تريليون دولار، وبعد ذلك، اضطرت وزارة المالية في البلاد إلى استخدام تدابير الطوارئ لمواصلة عملياتها المالية.
وفي 16 يونيو/ حزيران 2023، تجاوز سقف ديون الحكومة الأمريكية حاجز ال32 تريليون دولار. وفي آخر 10 سنوات زاد الدين العام 16.7 تريليون دولار متضاعفاً من 17.3 تريليون دولار في يناير 2014. وفي يناير 2019، بلغ الدين العام الأمريكي 21.9 تريليون دولار، أي أكثر من 10 تريليونات دولار مقارنة بيناير 2009، حينما بلغ 11.9 تريليون دولار.
- صعود قوي
وتظهر البيانات، الصعود القوي للدين الحكومي في آخر 4 سنوات، حيث قفز بأكثر من 12.1 تريليون دولار خلال سنوات الجائحة.
وبحساب بسيط يمكن القول بأن الدين العام الأمريكي يتضخم بواقع 8.28 مليار دولار مع شروق صباح كل يوم.
وحذر بنك «جيه بي مورغان» من أن جبل ديون الولايات المتحدة البالغ 34 تريليون دولار قد يكون بمثابة ظاهرة «الضفدع المغلي» للاقتصاد، حيث يمكن بسهولة أن يصبح ارتفاع العجز وتضخم كلف خدمة الديون غير مستدام.
وحالة الضفدع المغلي هي الحالة التي يفشل فيها الناس في التعامل مع مشكلة محتملة تنمو بمرور الوقت، ما يجعلها أكثر خطورة حتى تنتهي في النهاية. وقد يقفز الضفدع الذي يُلقى في الماء المغلي، لكن إذا غلي الماء ببطء، يكون الوقت قد فات عندما يلاحظ أنه يتم طهيه.
وقال البنك في توقعاته لعام 2024: «إن الاستعارة القديمة يمكن أن تنطبق بسهولة على وضع الديون الأمريكية، فهذه القضية أثارت قلق الاقتصاديين لسنوات، وتزايدت الدعوات إلى تغيير شيء ما مع استمرار الحكومة في الاقتراض بكميات قياسية».
- تدهور الأوضاع المالية
وقال مايكل سمبالست، الخبير الاستراتيجي في البنك: «المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة هي نقطة البداية، فكل جولة من التحفيز المالي تقرب الولايات المتحدة خطوة واحدة من عدم القدرة على تحمل الديون». وأضاف: «ومع ذلك، نحن معتادون على تدهور الأوضاع المالية للحكومة الأمريكية مع عواقب محدودة على المستثمرين، وقد يتغير ذلك في يوم من الأيام».
