عادي

المثقف.. صناعة عصر الأنوار

00:36 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

يقدم كتاب «سوسيولوجيا المثقفين»، لجيرار ليكلرك (ترجمة جورج كتورة)، عرضاً تاريخياً لظهور المثقف بصوره المتعددة، وصولاً إلى عصر الأنوار، أو إلى التنوير، كما تشاء الفلسفة الألمانية تسمية ذلك العصر، حيث قُدّر للمثقفين، وربما لأول مرة، لعب أدوار منشطة في الحياة الاجتماعية والسياسية، ومع الأنوار صار المثقف شخصية قائمة بذاتها وحيوية، وصاحبة دور، وهذا ما أشار إليه كانط منذ أن وضع المقالة الأولى في معنى التنوير.

ينظر الكتاب إلى المثقفين من زاوية غربية صرفة، وأحياناً من زاوية فرنسية حصرية، إلا أنه يقدم رؤية بانورامية يمكن الاستفادة منها في التوسع إلى مجتمعات أخرى، وإلى فئات ثقافية أخرى، وإذا كانت الثقافة وجهاً من وجوه العمل السياسي، فإن جيرار ليكلرك قد خصص أيضاً مقاطع وافرة لعلاقة المثقف بالأحزاب، لا سيما اليسارية. يقول جيرار: «لقد مر أكثر من قرن على وجود المثقفين، كما أن أهل الاختصاص أجمعوا، في أغلبيتهم، على التأكيد أن المثقفين قد ظهروا بمناسبة قضية دريفوس (من 1894 إلى 1899)».

ويناقش الكتاب مصطلح المثقف، متى بدأ ظهوره، والعوامل المسؤولة عن ظهوره في أوروبا، من خلال تقدم العلوم الإنسانية وظهور الطباعة، وغيرها.

هذا الكتاب محاولة لمقاربة هذه الإشكاليات التي لا تزال تطرح حول علاقة المثقف بمحيطه وتاريخه، وقبل ذلك، وبعده، بالسلطة والتقاليد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4t6snvee

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"