ترامب.. صافرة البداية

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

حقق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فوزاً حاسماً في أول انتخابات يجريها الحزب الجمهوري لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية العام الحالي في ولاية أيوا، مؤكداً هيمنته على الحزب في مواجهة خصوم جمهوريين يفتقدون إلى الشعبية. فقد حصل ترامب على 50.9 في المئة، بينما حصل رود ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا على 24.4 في المئة، والسفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي على 19.0 في المئة.

وهكذا، أطلقت ولاية أيوا صافرة البداية لترامب لبدء رحلته نحو البيت الأبيض. وتعد أيوا ذات أهمية رمزية رغم صغر مساحتها، وقد ترسم صورة أولية غير متكاملة لخريطة المنافسة. وتستمر الانتخابات التمهيدية حتى 8 يونيو/حزيران المقبل، حيث من المزمع أن تجرى المرحلة المقبلة في ولاية نيوهامبشير في 23 يناير/كانون الثاني الحالي. وفي يوليو/تموز وآب/أغسطس القادمين يعلن الحزبان الديمقراطي والجمهوري عن مرشحيهما للانتخابات الرئاسية التي تجرى في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

يذكر أن ولاية نيوهامبشير هي الولاية المفضلة لهايلي باعتبارها كانت حاكمة سابقة لها، لذلك هي تطمح للحصول على أصوات الجمهوريين في الولاية كي تتمكن من مواصلة الترشيح في مواجهة ترامب الذي يبدو أنه بات «البلدوزر» الجمهوري الوحيد الأوفر حظاً، كما تؤكد ذلك استطلاعات الرأي.

قبيل التصويت، حث ترامب الناخبين على الخروج إلى صناديق الاقتراع رغم موجة البرد القاسية قائلاً «إذا شئتم اخرجوا وصوتوا..هذه البداية»، وأضاف «إنها أهم انتخابات في تاريخ بلادنا». ولم ينس انتقاد الرئيس جو بايدن كعادته، فوصفه بأنه «أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا، والأكثر افتقاراً إلى الكفاءة».

لكن ترامب تحدث عن قضيتين مهمتين في برنامجه الانتخابي، تكشفان نيته إحداث أزمة مع المكسيك مجدداً، حيث تعهد ب«إغلاق الحدود» مع المكسيك، وحفر المزيد من آبار النفط في حال انتخابه، وهذا يعني حسب المتابعين لحملته الانتخابية أنه سيتمسك بسياسته المناهضة للهجرة وسيشدد الإجراءات على الحدود مع المكسيك لمنع المهاجرين «الذين يسممون بلادنا» كما يزعم، من العبور إلى الولايات المتحدة.

كما أن إصراره على حفر المزيد من آبار النفط يعني المضي في سياساته المعادية لاتفاقية باريس للمناخ، ونيته الانسحاب من الاتفاقية مجدداً في حال إعادة انتخابه.

إن الولايات المتحدة تعيش للمرة الأولى في تاريخها السياسي على وقع خلاف حاد داخل المجتمع الأمريكي مع صعود التيار اليميني الشعبوي الذي يمثله ترامب، حيث تبرز صراعات غير مسبوقة بين البيض والسود، وتنامي العنصرية والإسلاموفوبيا وكراهية الأجانب، إضافة إلى الخروج على النظام العام.

وإلى كل ذلك، فإن سياسات ترامب تجاه أوروبا وحلف الأطلسي وروسيا وأوكرانيا تثير مخاوف دول الاتحاد الأوروبي من أن تقوم إدارته في حال فوزه بنفض أيديها من كل التزاماتها الأمنية والاقتصادية والسياسية تجاه أوروبا، ما يضعها في موقف صعب جداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4umnwrt4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"