ترامب يعود إلى المحكمة غداة نصره الكاسح في تمهيدي أيوا

بعد تحقيقه أول فوز ساحق في ولاية أيوا، وزيارة إلى نيوهامبشير لاستمالة الناخبين، يواصل دونالد ترامب حملته لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، وكذلك معركته القضائية التي أعادت مثوله أمس الأربعاء أمام محكمة في نيويورك.

ترامب الذي بات الأوفر حظاً في الفوز بالانتخابات التمهيدية للجمهوريين، بعد فوزه الساحق في ولاية أيوا، أول أمس الاثنين، مثل مجدداً الأربعاء أمام المحكمة، بتهمة التشهير في القضية التي رفعتها ضده الكاتبة إي جين كارول (80 عاماً)، بعدما كان أُدين في العام 2023 بتهمة الاعتداء الجنسي عليها في التسعينات.

ثم عاد بعد ذلك إلى نيوهامبشير التي زارها أول أمس الثلاثاء لاستمالة الناخبين في هذه الولاية الواقعة شمال شرق الولايات المتحدة، وحيث تجرى الانتخابات التمهيدية في 23 يناير/كانون الثاني.

وقال ترامب أمام مناصريه في أتكينسون بولاية نيوهامبشير «في وقت مبكر صباحاً (الأربعاء) سأذهب إلى حملة مطاردة من جانب بايدن. وبعد ذلك سأعود إلى هنا بعد الظهر، وسنلقي خطابات وسنحصل على الأصوات» مشيداً بفوزه في أيوا الذي اعتبره «أعظم فوز» على الإطلاق.

وفاز رجل الأعمال (77 عاماً) الاثنين ب98 من دوائر ولاية أيوا البالغ عددها 99 دائرة.

وبحصوله على 51% من الأصوات، تقدم الرئيس السابق بفارق كبير في هذه الولاية على أقوى منافسَين آخرَين في الانتخابات التمهيدية، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.

• محطة نيوهامبشير

في نيوهامبشير، ستكون الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري مفتوحة أمام الناخبين الذين لا ينتمون إلى أي من الحزبين، وهو ما قد يفيد مرشحة تعتبر أكثر وسطية مثل هايلي.

وقال ترامب على المسرح الثلاثاء «تعتمد نيكي هايلي بشكل خاص على الديمقراطيين والليبراليين لاختراق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري».

وكانت هايلي قالت الاثنين «أنا أحارب ضد ترامب»، مؤكدة أنها لم تعد قلقة من منافسة حاكم فلوريدا. وحلّ ديسانتيس المتشدد بمواقفه بشأن الهجرة والإجهاض، ثانياً في أيوا بفارق كبير عن ترامب، مع 21% من الأصوات.

في حال فوز الرئيس السابق مرة أخرى في نيوهامبشير، فسيصبح من الصعب جداً على كل من هايلي أو ديسانتيس الاستمرار فعلياً في السباق.

• هجمات تافهة

لكن هذه الحملة لن تكون سهلة بالنسبة للمرشح الأوفر حظاً، حيث سيتعين على ترامب الذي يواجه اتهامات في أربع قضايا جنائية، كما سيفعل الأربعاء، أن يتنقل في الأشهر المقبلة بين التجمعات الانتخابية والمواعيد القضائية.

وفي ظلّ استهدافه بست محاكمات مدنية وجنائية على الأقل، قام رجل الأعمال الثري بتحويل لوائح الاتهام إلى منصّة سياسية، مضاعِفاً الإهانات للقضاة والمدّعين العامين الذين يتهمهم بشن «حملة اضطهاد» ضده ترمي لمنعه من الفوز في الانتخابات الرئاسية. وقال بأحرف كبيرة على موقعه الإلكتروني مخاطباً أنصاره «لست أنا الذي يستهدفونه. بل أنتم».

وأعلن ترامب، نيّته الحضور والدفاع عن نفسه شخصياً في قاعة المحكمة في مواجهة إي جين كارول (80 عاماً) الكاتبة السابقة في مجلة «إيل» (Elle). ويسعى الملياردير الجمهوري مرّة جديدة إلى تحويل متاعبه القضائية إلى منصة سياسية للتنديد ب «حملة اضطهاد» يقول إنه ضحيتها.

ووصل ترامب في موكب سيارات ليموزين سوداء إلى جنوب مانهاتن المغطاة بالثلوج، وهو ما لم تشهده نيويورك منذ 700 يوم. وجلس ترامب إلى طاولة الدفاع مع وكلائه القانونيين في مواجهة الجهة المتّهمة.

وقال ترامب عن الكاتبة «لم أرَ هذه المرأة في حياتي... ليس لدي أي فكرة عن هويتها»، مكرّراً وصفها بالكاذبة أو «المجنونة»، على الرغم من إدانته في مايو/أيار الماضي بتهمة الاعتداء الجنسي عليها في العام 1996 والتشهير بها في العام 2022 ومطالبته بدفع تعويض لها بقيمة خمسة ملايين دولار.

• العجوز والانتخابات

أما الرئيس الحالي الذي تواجه حملته صعوبات في الانطلاق، فيعوّل على نفور شريحة الناخبين المستقلين من منافسه الجمهوري، والذي يتزايد كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية.

وكتب جو بايدن في رسالة بالبريد الإلكتروني الثلاثاء يسعى فيها لطلب تبرعات للسباق إلى البيت الأبيض والذي يرتقب أن يحطم الأرقام القياسية في الإنفاق المالي، «علينا أن نعمل بجدية أكبر الآن. إذا كان ترامب هو خصمنا، فعلينا أن نتوقع هجمات تافهة وأكاذيب لا نهاية لها وإنفاقاً باهظاً».

وأضاف في فيديو نشر على منصة «إكس» «ما زلت الشخص الوحيد الذي هزم دونالد ترامب وأتطلع للقيام بذلك مجدداً».

لا يواجه الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاماً منافسة تذكر على ترشيح حزبه الذي سيتقرر في أغسطس/آب رغم الأثر السلبي لسنه لدى الناخبين.

يقول هؤلاء الناخبون بأغلبيتهم العظمى إنهم لا يريدون مواجهة جديدة بين الرئيس الثمانيني وسلفه السبعيني. لكن في غياب مفاجأة كبيرة أو حادث صحي خطير لأحدهما بحلول الخريف، فمن المرجح أن ذلك هو ما سيحصل فعلياً.

• راماسوامي ينسحب ويدعم ترامب

بعد أداء مخيب خلال المؤتمر الانتخابي لولاية آيوا، أعلن رجل الأعمال فيفيك راماسوامي انسحابه من سباق الظفر بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقررة في 5 نوفمبر المقبل، داعياً إلى التصويت لصالح ترامب، الفائز بالمرحلة الأولى في الانتخابات التمهيدية للحزب.

وأعلن راماسوامي انسحابه أمام أنصاره في دي موين، عاصمة ولاية آيوا، عقب الفوز الساحق الذي حققه ترامب بنسبة 51 في المائة من الأصوات.

وأنهى رجل الأعمال الشاب،السباق في هذه الولاية،في المركز الرابع، خلف السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، وحاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، على التوالي.

(وكالات)