عادي

الأهداف والاستراتيجية وخطط ما بعد الحرب.. أشباح تطارد نتنياهو في صراع غزة

22:19 مساء
قراءة 5 دقائق

القدس - رويترز

بعد مرور أكثر من 100 يوم على مسعى إسرائيل لتدمير حركة حماس الفلسطينية، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدياً من حكومة الحرب في ما يتعلق بالاستراتيجية، في الوقت الذي يتعرض فيه لضغوط من واشنطن بشأن خطط ما بعد الحرب في غزة، فيما يجد نفسه محاصراً من وزراء اليمين.

والخميس، قبل ساعتين من بث مقابلة في وقت الذروة مع وزير في الحكومة وقائد عسكري سابق يوجه الانتقادات على نحو متزايد، استدعى نتنياهو المراسلين ليقول لهم إن عزيمته لن تكل قبل القضاء على «حماس».

وجاء استعراض الروح القتالية من نتنياهو إرضاء لمن ترتفع أصواتهم على نحو متزايد في إسرائيل، بأنه لا يمكن الجمع بين هدفي تدمير «حماس»، وتحرير الرهائن في غزة، ويتعين بالتالي وقف إطلاق النار.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي: «هناك من يزعم أن النصر مستحيل. وأنا أرفض هذا تماماً. إسرائيل تحت قيادتي لن تتنازل عن أقل من النصر الكامل على حماس».

ويواجه نتنياهو الذي يتعرض بقاؤه السياسي للخطر، مطالب أيضاً بالالتزام بالنهج المتشدد من شركائه في الائتلاف اليميني الذين هدد بعضهم بإسقاط الحكومة، إذا تزحزح عن مواقفه. وبعد مرور أربعة أشهر على الحرب، ما زال يعتقد أن قيادات «حماس» تختبئ في شبكة الانفاق تحت غزة.

وفي استطلاع للرأي، أجراه باحثون في الجامعة العبرية في 14 يناير/ كانون الثاني قال نصف من شملهم الاستطلاع، إن الأولوية هي لتحرير الرهائن الذين اعتقلتهم حماس في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأُطلق سراح أكثر من 100 رهينة من 253 أثناء هدنة استمرت أسبوعاً في نوفمبر/ تشرين الثاني، لكن لم يخرج أحد غيرهم من الرهائن على قيد الحياة منذئذ.

وعبر عضو في حكومة الحرب الآن عن هذه الضرورة الملحة بوضوح وعلناً للمرة الأولى. ويشير نشاط دبلوماسي مكثف مع وسطاء من الدوحة والقاهرة وواشنطن أيضاً إلى تجدد التركيز في الدهاليز الخلفية على التفاوض من أجل وقف لإطلاق النار.

وعبر غادي أيزينكوت، الوزير في الحكومة الحالية ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، عن مخاوفه في اليوم الذي تحدث فيه نتنياهو. وقال أيزينكوت لقناة تلفزيونية: «أعتقد أن من الضروري القول بجرأة إن من المستحيل إعادة الرهائن أحياء في المستقبل القريب بدون اتفاق».

* استراتيجية الحرب

استراتيجية الحرب يضعها ثلاثي مؤلف من نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت وبيني جانتس، السياسي الذي يقود حزب «أزرق أبيض» الذي ينتمي إليه أيزنكوت، والذي انضم إلى حكومة الطوارئ بعد وقت قصير من هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

ويحق للثلاثة التصويت على الحرب، وأيزنكوت ورون ديرمر، حليف نتنياهو المقرب، مراقبان في حكومة الحرب.

وأظهرت بيانات أصدرها الثلاثة، بعد مرور 100 يوم على الهجوم اختلافات طفيفة في النهج المتبع في الصراع. فقد قال جانتس أيضاً، إن هدف استعادة الرهائن يتعين أن يسبق الأهداف العسكرية الأخرى.

وقال جالانت إنه لن يتحقق هدفاً إسرائيل إلا بالضغط العسكري، لكنه دعا أيضاً مجلس الوزراء إلى تحديد أهداف دبلوماسية ومناقشة خطط ما بعد الحرب في غزة. وأضاف أن الافتقار للقرار السياسي في خطة ما بعد الحرب قد يضر بالتقدم العسكري.

وتكبد الجيش الإسرائيلي الاثنين أكبر عدد من القتلى في هجومه على غزة مع مقتل 24 من بينهم 21 في هجوم بقذائف صاروخية وسط غزة.

وفي أحدث استطلاع أسبوعي أجرته الجامعة العبرية وشمل 1373 شخصاً بالغاً من الأغلبية اليهودية في إسرائيل، قال 42 % إنه يجب التوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن حتى لو كان بإطلاق سراح فلسطينيين مسجونين. وقال 17% إن الاتفاق قد ينطوي على إبطاء وتيرة الرد العسكري الإسرائيلي. وتشير النتائج إلى أن 59% يدعمون الإجراءين في ارتفاع عن 39% كانوا يؤيدون ذلك في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وقال نمرود نير، الباحث المشارك في إجراء الاستطلاع، إن الجمهور يتزايد ميله إلى النظر إلى الأمر باعتباره لعبة صفرية. وأضاف: «إما أن نطلق سراح الرهائن، ما يعني أنه يتعين علينا الانتهاء من الجزء الثقيل من العملية في غزة على الأقل. أو نواصل القتال على الرغم من أن هذا سيكلفنا حياة الرهائن».

واعتصم أقارب الرهائن السبت في خيام أمام منزل نتنياهو، كما شهد مطلع الأسبوع مسيرات طالبت ببذل الجهود لإطلاق سراح الرهائن. وفي مطلع الأسبوع، دعا محتجون إلى إجراء انتخابات مبكرة. والاثنين، اقتحم أقارب الرهائن جلسة للجنة برلمانية في القدس.

* المشي على الحبال

يسير نتنياهو بالفعل على حبل دبلوماسي رفيع بين واشنطن والحكومة الائتلافية اليمينية، ومن المرجح أنه سيواجه تحديات اكثر حين تبدأ مرحلة القتال الأشد كثافة في الانتهاء.

وقال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إن جيران إسرائيل ربما يكونون مستعدين لدمج كامل لها في المنطقة، لكنهم بحاجة أيضاً لأن يشهدوا التزاماً بمسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

لكن المناقشات الإسرائيلية رفيعة المستوى حول من يدير غزة بعد الحرب، أُرجئت مرات في غمرة الشقاق السياسي الداخلي.

وقال مسؤول مطلع إن حكومة الحرب حددت أصلاً موعداً لعقد جلسة، لكن ضغط شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني الذين استبعدوا، أدى إلى إحالة الجلسة للنقاش في مجلس الوزراء الأمني الموسع.

وقال المسؤول إن الرؤى المختلفة لما بعد الحرب تباعدت لدرجة تجعل عقد هذه المناقشة مرة أخرى «عصياً على التحقيق». وقال وزير المال، بتسلئيل سموتريتش، إنه يجب إخراج الفلسطينيين من غزة، في تصريحات دانتها واشنطن. وقال سموتريتش السبت، إنه يجب على واشنطن التوقف عن الضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية.

وشدد إيتمار بن جفير وزير الأمن لهجته في الأسابيع القليلة الماضية ضد حكومة الحرب. وفي رسالة إلى نتنياهو الأسبوع الماضي، حذر بن جفير من أن الحكومة ستتهاون مع حماس في غزة، وأنه لن يكون أداة طيعة توافق على سياسات لا يرضاها. وأشار إلى أن حزبه قد ينسحب من الائتلاف الحكومي.

وقال للصحفيين في الكنيست، إنه إذا انتهت الحرب قبل الأوان «لن تكون هناك حكومة».

وأظهر استطلاع للرأي نُشر في أوائل يناير/ كانون الثاني أن 15% من الإسرائيليين يريدون بقاء نتنياهو في منصبه بعد انتهاء الحرب. وقال جدعون رهط، أستاذ العلوم السياسية في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، إن نتنياهو يروج فيما يبدو لحملة انتخابية على الرغم من تمتعه بدعم ضعيف. وقال رهط: «إنه يحاول وضع نفسه في إطار الشخص الذي سيوقف إقامة دولة فلسطينية».

ونفى نتنياهو اعتزامه القيام بأي تحركات سياسية، قائلاً إن تركيزه الوحيد ينصب على الفوز بالحرب.

وأصدر نتنياهو بياناً الأحد، قال فيه إنه صمد في السابق أمام «ضغوط دولية وداخلية كبيرة» لمنع إقامة دولة فلسطينية كانت ستشكل «خطراً وجودياً على إسرائيل». لكنه لم يعلن صراحة استبعاده الكامل لقيام دولة فلسطينية، وقال، إن إسرائيل يتعين أن تحتفظ دائماً بسيطرة أمنية على أراضي غرب نهر الأردن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/23nswjrb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"