الشباب وصلوا

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

الانتعاشة التي نشاهدها على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، لا يعود الفضل فيها فقط إلى النهضة في الإنتاج والخروج من قوقعة الأعمال الرمضانية، وأفلام المواسم إلى العروض الجديدة طوال الفصول والمواسم والأيام، بل العامل الآخر المؤثر والباعث إلى التفاؤل، هو تصدر الجيل الجديد من شباب الممثلين المشهد، وتوليهم بطولات دون الاعتماد على أسماء كبار النجوم، ولا انتظار دور صغير للظهور تحت عباءة أحد المشاهير.

الشباب وصلوا والساحة الفنية انتعشت من جديد بمواهب ننتظر منها الكثير. لا نتحدث هنا عن الممثلين الذين أصبح لهم ثقل في الفن، مثل منى زكي ومنة شلبي وحنان مطاوع وأحمد حلمي وكريم عبد العزيز.. بل نتحدث عن أحمد داوود (مسلسل زينهم)، وكريم قاسم (أيضاً زينهم)، وطه دسوقي (حالة خاصة)، ومجموعة ممثلين شباب معه، وعصام عمر (بالطو)، ونور النبوي في فيلم «الحريفة»، الذي تولى بطولته وهو محاط بشباب مثله فنجحوا جميعاً.

لكن للأسف تأتي دائماً الممثلات في المرتبة الثانية مهما ارتقين بمواهبهن إلى مستوى زملائهن الشباب، لا بد أن يكنّ «سنيدة»، حتى تدور الأيام والسنين، فتتمكن كل منهن من كسر الطوق والوقوف في مقدمة فريق العمل مثلما فعلت منى ومنة وحنان مطاوع وريهام عبد الغفور وغيرهن.

الشباب وصلوا ليشكلوا ظاهرة ملفتة، والمهم أنهم وجدوا من يثق بهم وبموهبتهم، فيفتح لهم أبواب البطولة الأولى والمطلقة، المنتج الذكي لم يعد ينتظر نجماً كبيراً ليضمن نجاح العمل قبل البدء بتصويره، مغامرة يقبل عليها من يملكون رؤية ونظرة فنية صائبة، فيدعمون المواهب الشابة وأصحاب الخبرة الفتيّة سواء في التمثيل أو الكتابة أو الإخراج، ويحصدون النجاح تلو الآخر لأنهم يحسنون الاختيار، وفق معايير تضمن تقديم عمل جيد وأحياناً ممتاز، وبالتالي يحصد الجمهور متعة في المشاهدة ويعيش مع الشاشة ساعات من الإبداع والتفاعل بكل حواسه مع الأحداث وأداء الممثلين والموسيقى والأجواء والديكور والتصوير.

نعيش مرحلة نهضة نتمنى أن تستمر، خصوصاً بعدما عانينا من هبوط حاد في الذوق وانتشار الإسفاف، والبلطجة والبطولات الوهمية، والنصوص الضعيفة وصعود ممثلين يتوهمون أنهم «ملوك الساحة»، وقد تسببوا في انتشار موجة البلطجة و«العنتريات»، وفرد العضلات بسرعة شديدة. نتمنى أن يحافظ الشباب على هذا الرقي في ما يقدمونه، وأن يحافظ المنتجون والمؤلفون والمخرجون على نفس الرقي، وعلى هذا الوعي في اختيار الأعمال التي تليق بشبابنا وبكبارنا وبتاريخنا الفني، وأن تنتهي موجة التلوث السمعي والبصري التي عانينا منها لسنوات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/uv4xvyft

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"