عادي

الحرية.. لحظة انتصار على الأنانية

21:01 مساء
قراءة دقيقتين
الحرية الأولى والأخيرة

«الحرية الأولى والأخيرة»، عنوان كتاب جيدو كريشنامورتي المولود في الهند عام 1895 وفي سن الثالثة عشرة تبنته الجمعية الثيوصوفية التي اعتبرته «المعلم العالمي» القادم الذي كانت تبشر به، وفي سنة 1929 حل المنظمة الضخمة والممولة، التي بنيت حوله، معلناً أن الحقيقة أرض لا طريق إليها، ولا يمكن الوصول إليها من خلال فلسفة أو طائفة.

رفض كريشنامورتي فيما تبقى له من حياته صورة المعلم، التي حاول الآخرون أن يضفوها عليه، وواصل جذب جمهور كبير في أنحاء العالم، لم يدع أية سلطة أو مرجعية، ولم يرغب بأي حواريين، وتحدث دوما كفرد إلى فرد آخر، وفي جوهر تعاليمه هناك فكرة أن التغيرات الجوهرية في المجتمع، لا يمكن أن تحدث إلا من خلال تحويل وعي الفرد، وشدد باستمرار، على الحاجة إلى معرفة الذات.

أشار كريشنامورتي دوماً إلى الحاجة الملحة للانفتاح إلى تلك الفسحة الواسعة في الدماغ، التي توجد فيها طاقة غير قابلة للتصور، وبدا كأن تلك الفسحة هي منبع إبداعه والمفتاح لفهم تأثيره المحفز في عدد واسع ومتنوع من البشر.

حاضر كريشنامورتي في أنحاء العالم كافة، إلى أن وافته المنية في سنة 1986 في سن التسعين، وقد حفظت أحاديثه وحواراته ويومياته ورسائله في أكثر من ستين كتاباً، وفي مئات من الأقراص المضغوطة، وفي هذا الكتاب الذي يترجم لأول مرة إلى العربية، يفكك أحد أبرز المعلمين الروحيين في القرن العشرين، الرموز والروابط المزيفة في البحث عن الحقيقة والحرية.

إن الحرية التي يتحدث عنها كريشنامورتي هي التخلص من الاهتمام الأناني بالذات، وحالما يحقق البشر حريتهم الأولى، يتخلصون من الأنانيات المدمرة، وفي هذا الكتاب يناقش موضوعات متنوعة، تشمل المعاناة والخوف والثرثرة، لكنه يعود باستمرار إلى مفهومه الجوهري في الحرية، وهنا يصبح بحث كريشنامورتي بحث القارئ مما يحدث تأثيراً هائلاً.

في هذا الكتاب الذي يتضمن مختارات من كتابات وأحاديث كريشنامورتي المسجلة، يجد القارئ شهادة معاصرة واضحة عن المشكلة البشرية الجوهرية، ودعوة إلى حلها بالطريقة الوحيدة التي يمكن أن تحل بها، من أجل نفسه وبنفسه، ذلك أن الحلول الجماعية التي يعقد بها كثيرون إيمانهم على نحو يائس ليست صحيحة أبداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2px6aen5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"