قتلت غارة إسرائيلية ثمانية أشخاص من عائلة واحدة في مدينة النبطية جنوبي لبنان، الليلة قبل الماضية، بحسب حصيلة جديدة أعلنها، أمس الخميس، الإعلام الرسمي اللبناني، مشيراً إلى انتشال فتى حيّاً من تحت الأنقاض، فيما أفاد «حزب الله» بمقتل خمسة من مقاتليه في الغارات الإسرائيلية، بينما أعلنت السلطات اللبنانية تقديم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن، وأكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» أن الهجمات التي استهدفت المدنيين تمثل انتهاكات للقانون الدولي وجرائم حرب، في وقت أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، وقوع أضرار بمستوطنة كريات شمونة بعد إطلاق 14 صاروخاً من لبنان. وأكد وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل ليس لها مصلحة في الحرب مع لبنان، «لكن عليها أن تستعد».
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أنه «تم سحب 5 جثث تعود لصاحب الشقة حسين أحمد ضاهر برجاوي ... وابنتَيه وشقيقته وابن ابنته ... وتم نقلها إلى مستشفيات النبطية». وأشارت إلى أن البحث كان لا يزال جارياً عن عدد من المفقودين بينهم «جثماني زوجة برجاوي وابنة شقيقته»، فيما «تم نقل صهر برجاوي وأكثر من ستة أشخاص جرحى إلى المستشفيات». وأضاف المصدر نفسه أن فرق الإسعاف والإغاثة تمكنت «بعيد منتصف الليل من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الأنقاض حياً بعد أكثر من أربع ساعات من البحث عن ناجين». وأوردت الوكالة أن «الاستهداف الذي نفذته مسيّرة (إسرائيلية) بصاروخ موجه على شقة سكنية لآل برجاوي وسط المدينة أحدث أضراراً جسيمة في المبنى المؤلف من ثلاث طبقات».
وأكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أن الهجمات التي استهدفت المدنيين تمثل انتهاكات للقانون الدولي وجرائم حرب. وأعربت اليونيفيل عن قلقها من أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
ومن جهته، دان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي «الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية على جنوب لبنان والمجازر الجديدة التي ترتكبها إسرائيل بحق المواطنين اللبنانيين لا سيما ما حصل في النبطية، حيث قتل ثمانية أشخاص من عائلة واحدة بالقصف الاسرائيلي». ونقلت الوكالة عن ميقاتي قوله: «تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي».
وأعلن «حزب الله»، أمس، مقتل خمسة من عناصره قضوا بالقصف الإسرائيلي خلال 24 ساعة في جنوب لبنان، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل قائد رئيسي بقوة الرضوان ونائبه وعنصر آخر بالحزب، وسط تواصل القصف المتبادل على الحدود. وتوعد «حزب الله» إسرائيل بدفع الثمن، وقال إن علي محمد الدبس من بلدة بلاط جنوب لبنان وحسن إبراهيم عيسى من بلدة حومين التحتا وحسين أحمد عقيل من بلدة الجبين الجنوبية، قتلوا دون إضافة مزيد من التفاصيل. وأكدت مصادر محلية سقوط عشرات الصواريخ في كريات شمونة دون تفعيل أجهزة الإنذار. وتقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المتحدث باسم بلدية كريات شمونة دورون شنافر قوله: «سمع دوي انفجارين قويين» وأشار الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق صفارات الإنذار في المستوطنة، بعد وقت قصير من دويها في منطقة زرعيت في الجليل الأعلى.
