قضايا اللغة بلا قفّازات

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

أليس غريباً ألاّ نرى حاملي أمانة لغتنا، عاكفين على حلّ المعضلات المزمنة في العربية؟ عاتبتُ القلم لإهماله أمّهات قضايا لغتنا التي يجب أن توصلها مجامع اللغة ووزارات التعليم إلى أصحاب القرار. ليس القصد الإنحاء باللائمة على وسائط الإعلام والأوساط الثقافية، فهي لا تستطيع أن تفعل شيئاً في ملفّات لغوية ضاعت حقوقها بين بلاد العُرْب أوطاني.

قال القلم: «على قدْر الكساء أمدّ رجلي»،هل تريد أن أتحدث في فضاء عربي من انعدام الوزن، عن حياة العربية وارتباطها بالتنمية الشاملة؟ أم عن العلاقة العضوية لنموها وتطورها، بعلوم العصر؟ من الناس من يتوهم أن إحياء أمجاد العربية يتوقف على توطيد الأواصر مع اللغويين القدامى، وأن يحفظ النشء الجديد قصائد كثيرة، من الجاهلية إلى القرن الماضي. يقيناً، حسناً يفعلون، لكن حياة العربية شؤون أعقد. عندما تتحول بلدان عدّة إلى حطام وركام، وتمسي دولها فاشلةً، فهل يُعقل أن تخرج اللغة سالمةً من تحت الأنقاض، مستعيدةً أمجادها الماضية؟ في العصر الذهبي العبّاسي، كانت أدمغة المشارق والمغارب تعمل ليل نهار على تشييد صروح العربية. قوة العربية آنذاك تتمثل في أن امرأة استغاثت فاحتدمت سيول جيوش المعتصم وقلبت عاليها سافلها. ملحمة عمّورية أعظم ألف مرّة من برجي 11 سبتمبر. من هذه الزاوية يجب النظر إلى حياة اللغة، أمّا الإلمام بالنحو والصرف وحفظ القصائد، فأمور لا تشفي ظمأ اللغة إلى مفاخر التنمية الشاملة، ففي تلك البيئة تنمو العربية ناطقةً باسم كل الإنجازات. يستطيع الساهم الواهم أن ينتشي بأحلام استعادة العربية أمجادها، من دون تنمية شاملة.

قلت: لكن هذا الكلام ثقيل ومحبط، لأنك ذكرت ذات مرّة صورة القطار الذي قاطرته وبعض عرباته من أحدث طراز، وبضع عرباته من عصر القطار البخاري. لا بدّ من عمل عربي تنموي مشترك، وإلاّ فإن لغتنا ستظل في انحدار مستمر. يجب إيصال الرسالة إلى أصحاب القرار جميعاً، لأن حلول مشكلات العربية مفاتيحها في التنمية الشاملة المشتركة، وليست عند النحاة وعلماء اللغة.

لزوم ما يلزم: النتيجة اليقينية:إحياء العربية يعني تفكير العربي بلغته. أي تعريب العلوم وإنشاء مراكز بحث علمي عربية. أمّا تصور شموخ اللغة بين التنميات المتعثرة، فكوميديا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/377xjd7z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"