خواطر في التربية القرآنية

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

هل تسمح، في هذه الجمعة المباركة، بجولة في آيتين كريمتين لهما تجليات خاصة؟ في هذه الغيبيّات أسرار كان من المحال أن يدرك أبعادها القدامى. علوم الكون والأرض شهدت تحولات نجومية لم يكن أيّ عقل، قبل القرن العشرين، يتصور مديات تطورها وتغير مفاهيمها. حتى أوائل القرن الماضي، كان العلماء يعتقدون أن سكة التبّانة هي الكون كله، بعد ثلاثة عقود اكتشف الفيزيائي هابل وجود مجرّات أخرى. اليوم بلغ العدد تريليوني مجرّة. معنى هذا العدد أننا لو جمعنا أسماء تلك المجرات في موسوعة، لكان عدد صفحاتها خمسة وثلاثين مليون كتاب من مئتي صفحة!

حتى أوائل القرن العشرين كان الفيزيائيون يتحدثون عن علم الفلك. بعد الاكتشافات العظيمة غيّروا الاسم إلى الفيزياء الفلكية. مع القفزات العملاقة المتتالية التي حققتها علوم الأحياء وظهور قائمة متشعبة من العلوم المتفرعة والتخصصات المتعددة، اتسعت دوائر علوم الأرض، التي امتدت حتى إلى العلوم الإنسانية فعِلْما الإناسة والإحاثة، صارا يتشابكان مع البيولوجيا والفيزياء الحيوية والكيمياء الحيوية وغيرها. علوم الأرض أضحت على علاقة بعلوم الكون، ومنها علم الأحياء الفضائية، والعلماء متيمون بعبارة: «نحن غبار النجوم».الآن وصلنا إلى التجليات الإيمانية في الآيتين الكريمتين. الغاية أن التربية العلمية للأطفال تكون أروع وأجمع إذا هي بنت أسسها على أن خلق السماوات والأرض بنيان فيزيائي كيمياوي بيولوجي. مشيئة الله أرادت أن تكون تلك الأسرار غيباً حتى عصرنا، ومنها ما يؤمن العلماء بأنه سيظل خلف المحجوب: «وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا».

الآية الأولى:«ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلاً» (آل عمران 191).هذه دعوة إلى البحث العلمي التطبيقي، الذي سينبني عليه توجيه العقل في الفلسفة إلى أن الخلق ليس باطلاً، فعلى الحكمة البحث عن الحكمة. البحث التطبيقي بالعلوم التطبيقية لا بالتأملات. الأمر الإلهي في الآية الأخرى برهان قاطع:«قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق» (العنكبوت 20) السير هنا عبر التقدم العلمي في العلوم التطبيقية.

لزوم ما يلزم: النتيجة اليقينية: على التربية الحديثة النظر إلى أن الإنسان ابن الكون، هيدروجينه من الانفجار العظيم، وعناصره من النجوم، وللكائنات الحية كلها علاقة بالماء والخلية الأولى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4k86sp7d

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"