عادي

كيف تقرأ النص البصري؟

01:33 صباحا
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

تشكل قراءة العمل التشكيلي معضلة لدى غالبية الناس، ويرجع ذلك إلى مجموعة من الأسباب التي تراكمت مع الزمن لتنتج أزمة في القراءة البصرية إذا جاز لنا أن نسميها قراءة، ابتداءً بالتربية الجمالية المنزلية، مروراً بالعرف المجتمعي، وصولاً إلى المدرسة، بالإضافة إلى أسباب أخرى تخص طبيعة العمل الفني، ومفهومنا عن الفن، هو مفهوم مراوغ على أية حال.

من الضروري أن يمتلك الناقد الفني حساسية بصرية عالية من جهة، وثقافة موسوعية في تاريخ الفن والفلسفة وعلم النفس والعلوم الاجتماعية، ناهيك عن إلمامه بمختلف الفنون التشكيلية، فليس من المعقول أن يتحدث ناقد عن عمل فني فرعوني دونما معرفة بالحضارة المصرية القديمة ومعرفة بطبيعة الحياة التي نشأ فيها ونتج عنها، وتفاعل هذه الحضارة مع حضارات أخرى سبقتها أو جاورتها.

ترى الدكتورة إيناس حسني في كتابها «العلامة عبر العصور» أن النظر في قراءة النص البصري لا يعني حصر اللغة البصرية في رموز، وحصر هذه الرموز في قراءة آلية، ذلك أن هذا الأمر لا يستقيم، بل إن مثل هذه القراءة تُقَزِّم العمل الفني، وتذهب بالقارئ للنص البصري إلى الشطط، وتلغي لديه حاسته النقدية.

توضح أن النص البصري كائن حي يتنفس وينمو، يحاورنا ويعيش فينا، ومهما حاولنا تحييد مشاعرنا نحوه طلباً للحياد، فإنه يتملص من هذه الحيادية، ذلك أن يشاركنا أو يصدمنا ولا مجال له لأن يكون فناً دون أن يخلق فينا موقفاً معه أو ضده وهذا يتطلب منا معايشته، وهي الطريقة المثلى لتفعيل التأمل البصري، وصولاً إلى التبصر. وكلما زادت خياراتنا المعرفية والحياتية، زادت حاستنا النقدية التي تمكننا من استيعاب الحالة الإبداعية التي وجدته.

* تجليات

وترى أن للعلامة تجلياتها في اللغة والتاريخ الإنساني الحضاري، فقد سكنت عالم الإنسان القديم اجتماعياً وثقافياً، وعاشت داخل رحم الأساطير والغيبيات، فنشاط الإنسان الفني يقف على مخزون هائل من العلامات التي تبعث بدلالاتها إلى الآخر المتلقي، متجاوزة الفعل المباشر إلى مصاف الإبداع الذي يعم الكون، ليصير فناً إنسانياً.

إن ضرورة الفن ليست في كونه ينسخ صوراً للواقع المرئي، وإنما في مقدرته على جعل ما هو وراء العالم المرئي قابلاً للرؤية، فالفن لغة للتشكيل محملة بخبرة الفنان الذاتية، ويعد الفن التشكيلي من الفنون التي عُرفت - منذ نشأتها - بالعديد من التيارات والاتجاهات التي فتحت له آفاقاً أخرى عن طريق استخدام مفردات جديدة، خاصة فن التصوير (اللون، الظل، الخط، التكوين) ولتعدد الاتجاهات والتيارات أيضاً اختلف إطار اللوحة وأسلوبها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2as6xjc3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"