محدوديّة الآفاق مسؤوليّة المناهج

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

ما العمل حين تكون الظاهرة أو الظاهرات ذات انعكاسات سلبية على السلوكيات الذهنيّة أو الماديّة الملموسة؟ لا مجال للتردد، يجب توجيه سؤال المساءلة إلى أنظمة التعليم. الاقتداء بالإمبراطوريّة ليس دائماً سيّئاً، فعندما سبقهم الاتحاد السوفييتي إلى الفضاء، وجّهوا أصابع الاتهام فوراً إلى المناهج: «لو كانت الرياضيات والفيزياء لدينا متفوّقة، ما كانوا سبقونا».

لا حاجة إلى الانتقاء الدقيق، فالظاهرات السلبية في العالم العربي غير خافية. مثلاً: ألا يقضّ المضاجع والمواجع أن البحث العلمي لا يعرف إلى ديار القوم سبيلاً؟ ما علّة الإصرار على صيام الدهر عن أمّهات العلوم النظرية والتطبيقية؟ لا شك في أن شمائل رفعة التربية تمنعهم من توجيه أصابع الاتهام إلى التربية. لماذا يرجئ واضعو المناهج زرع بذور البحث العلمي إلى الجامعة؟ نواة التحقيق والاختبار والعقل الناقد، تربتها الخصبة هي مرحلة نعومة الأظفار، في تلك السن، في الأسرة، قبل الابتدائية، تطل نباتات الأسئلة: كيف، لماذا، ماذا، متى، أين... الاستفهامات التي هي أدوات الصحافة، لكنها هي ذاتها منصة إطلاق شهب العلوم والمعارف.

ذلك في ما يتعلق بالبحث العلمي وعلاقته بالحياة اليومية، في الزراعة والصناعة والصحة والبنى التحتية، وغيرها. لكن الدائرة تتسع عندما ننظر إلى علم الأحياء، وهو من العلوم المترامية الأطراف المتعددة التخصصات. من حق العربي أن يسأل مناهج التعليم: لماذا تغيب بصماتنا في عوالم الفيزياء الحيوية، الكيمياء الحيوية، وعلاقتهما بفيزياء الكم؟ لماذا لا نرى هذه المجالات مراكز جذب للأدمغة، فتحلّق المواهب من الأرض إلى السماء. علم الأحياء يعود بنا إلى البحث العلمي في نشأة الحياة من الخلية الأولى، لكن المسيرة بعيدة، فالبيولوجيا تمتد إلى البحث عن الجزيئات الحيوية في الشهب، في الكويكبات، خارج منظومتنا الشمسية، في مجرتنا وخارجها.

إذا كانت الجهات المعنية بالتنمية الشاملة، لا تسأل أنظمة التعليم عن هذه الظاهرات السلبية، المتمثلة في المحدودية الذهنية في التعلق بالمديات القصوى في البحث العلمي، من علوم الأرض إلى علوم الكون، فلماذا لا تسأل أنظمة التعليم خبراءها عن الأسباب؟ هذه السلوكيات الذهنية لها انعكاسات سلبية على واقع الحياة، لا بد أن تثير أسئلة تبحث عن أجوبة في عالم سريع التغيّر، وإلاّ فإن الإنسان العربي لفي خسر.

لزوم ما يلزم: النتيجة اليقينية: الجهات المسؤولة واضحة، فالكرة في ملعبها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3svc2h9k

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"