عادي
العلاقات الدولية في الإسلام

تاريخ العلاقات الدولية (أ)

23:35 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1
د. سالم مخلوف النقبي

د. سالم مخلوف النقبي

مما لا شك فيه أن العلاقات الدولية قديمة قِدم التاريخ؛ حيث تعود جذور تلك العلاقات إلى بدايات الاجتماع الإنساني الأول، منذ أن خلق الله تعالى الإنسان على وجه الأرض، وأودع فيه فطرة التعايش والاجتماع؛ لأن الإنسان اجتماعي بطبعه، ولا يعيش وحيداً، فكان ولابد أن يُكوِّن علاقة بينه وبين الآخرين.

وقد تنامت العلاقات الدولية بين الأمم والشعوب والدول، في العصر الحديث، وتعدّدت مظاهرها، وأشخاصها، وتنوّعت مباحثها، تلبية لحاجة فطرية وتنظيمية؛ إذ لا تستطيع أمة من الأمم، أو دولة من الدول أن تبقى في عزلة عن الآخرين، ولذلك أَوْلاها علماء الإسلام غاية الاهتمام.

وظهر هذا الاهتمام بالعلاقات بين الأمم والشعوب في حال السّلم والحرب، في الفقه الإسلامي، فأنشأ الفقهاء علماً خاصاً للعلاقات الدولية، أو القانون الدولي الإسلامي في ما أسموه باب «السِّيَر»، وأحكام غير المسلمين من أهل الذمة والمستأمنين، فأقاموا في هذا العلم قواعد الحقّ والعدل في دعوة عامة للناس جميعاً، تقوم على الإيمان الصادق والعمل الصالح، وتتميز ببنائها على الوحي، وتخاطب الفرد والجماعة في وحدة قانونية واحدة، مع الثبات في أُصولها، والمرونة في التطبيق، وتجعل من المشروعية أساساً للإلزام بالأحكام الدولية، وتحقّق للإنسان كرامته وإنسانيته، وتحفظ له حقوقه في حال السّلم وفي حال الحرب، بينما تقوم الفلسفة الوضعية للعلاقات الدولية المعاصرة على القوة والسيطرة والنفوذ، وعلى المصلحة الذاتية والأنانية المفرطة، وللحديث بقية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vs8e437

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"