حياتنا عبارة عن مراحل، وكل واحدة من هذه المراحل لها متطلبات واحتياجات، ومن يفهم هذه الآلية، سيتمكن من إدارة التحديات والتعامل مع الصعوبات، ومن تلك المراحل ما يبدأ مبكراً من حياتنا، منذ الطفولة، ويقع عبؤها وتحمل جوانبها المختلفة على كل من الأم والأب، مثل مرحلة الطفولة التي يبدأ فيها الطفل تعلم بعض الأساسيات الحياتية، والتحديات التي يواجهها في تعلم المشي، والتحدث، والفضول للاكتشاف، وعلينا كأمهات وآباء، ومربين، التشجيع، وتوفير البيئة الآمنة والدعم، وتعزيز الثقة لدى الطفل، وأيضاً الاهتمام بغذائه لينمو بصحة وعافية.
وكما هو واضح، فإن هذه المرحلة تعتمد كلياً على الآخرين، ومرحلة المراهقة، ليست أقل اعتمادية لكن بطريقة مغايرة، لأنها المرحلة التي نشهد فيها تغيرات نفسية وجسدية وعاطفية، وهي المرحلة التي يبدأ فيها البحث عن الذات والشخصية، ولهذه المرحلة تحديات جسيمة يواجهها المراهق، مثل التعامل مع مختلف أطياف المجتمع، والتعليم، وفي هذه المرحلة أيضاً يحتاج المراهق للتفهم، ومساعدته في القرارات الصحيحة السليمة وتنمية الثقة بنفسه وقدراته.
ما بعد مرحلة المراهقة، تأتي مرحلة الشباب، وهي مرحلة مهمة، لأن فيها يتم تحديد الأهداف، وتطوير القدرات والمهارات، وهي مرحلة الدراسة الجامعية والدخول لسوق العمل، وخلالها يتعلم الشاب الكثير من القيم والمبادئ الحياتية، ويواجه تحديات الاعتماد على النفس، وبناء المستقبل، وهي مهام جميعها تقع على كاهله، ويجب أن يتعامل معها بما يتوفر له من خبرات ومهارات ومعارف.
ويمكن تجاوز هذه المرحلة، بالاستشارة، والتزود من خبرات الأكبر سناً، والاستمرار في التعلم وتطوير الذات والقدرات الشخصية. وهناك مرحلة يسميها البعض ما بعد الشباب، أو مرحلة النضج، وخلالها يكون الإنسان، قد حقق بعض الاستقرار الاجتماعي والخاص، وبات يستند إلى بعض الخبرات والمعارف، والتي هي تراكمات للسنوات الماضية، لكن التحديات مستمرة، وفي جوانب مختلفة، مثل الوظيفية، والأسرة، وتحديات الصحة، وغيرها، وهذه تتطلب أيضاً بعض المهارات والطرق والوسائل. ثم ندخل في مرحلة كبار السن، ويفترض أن تكون مرحلة للاسترخاء والاستمتاع، وأهم تحدياتها هي الصحة والمجتمع، ولكن العمر الذي تم الوصول له يمكّن هذه الفئة من إدارة تحدياتهم بحكمة ومهارة.
والحقيقة أن هذا العرض غير دقيق لمراحل العمر، ولكنه توصيف عام يوضح أن حياتنا محملة بالتحديات والصعوبات، وفي كل مرحلة نحتاج للتعلم، والتدريب، والمعرفة، والخبرات، بعضها سنجده من خلال القراءة، والبعض يجب أن نسأل من هم أكبر سناً عنا.
