بوتين والسلاح النووي

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين
2

في حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمدير العام لوكالة الأنباء الدولية «روسيا سيفودنيا» إشارة لافتة إلى احتمال استخدام السلاح النووي، ما يعني أن خطر استخدام هذا السلاح لا يزال قائماً إذا ما تجاوز الصراع الحالي بين روسيا وحلف الأطلسي جراء الحرب الأوكرانية الحدود الحالية.

الرئيس الروسي أعلن أن بلاده مستعدة من الناحية الفنية والعسكرية لحرب نووية «لكنها لا تسعى إليها»، لكنها مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية «إذا كان وجود الدولة الروسية مهدداً»، وأكد أن «ثالوث روسيا النووي أكثر حداثة من أي ثالوث نووي آخر.. ونحن في حالة استعداد قتالي دائم».

كلام بوتين هذا موجّه بالتحديد للدول الغربية التي تمتلك أسلحة نووية، وخصوصاً الولايات المتحدة بأن تحاذر نقل المواجهة الحالية في أوكرانيا إلى مستويات أوسع وأخطر ترى روسيا أنها باتت تشكل تهديداً ليس لأمنها القومي فقط بل لوجودها، عندها يصبح الخيار النووي حتمياً. وقد توعد بوتين بأنه إذا أجرت الولايات المتحدة تجارب نووية فإن روسيا قد تفعل الشيء نفسه، كما أكد أنه إذا ظهرت قوات أمريكية في أوكرانيا فإن روسيا «ستعاملها على أنها قوات دخيلة».

وفي إشارته إلى أن «ضبط النفس استراتيجي»، فإنه يقصد بأن روسيا ليست في عجلة من أمرها تجاه الأخذ بالحرب الأوكرانية إلى مديات جديدة أكثر خطورة طالما أنه متيقن بأن روسيا سوف تكسب الحرب، ولن يحقق الغرب هدفه بهزيمة بلاده، ولذلك فهو لم يتخلّ عن المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية، فقد عرض إجراء محادثات بشان أوكرانيا كجزء من إعادة «رسم خريطة الأمن الأوروبي» بعد الحرب الباردة.

بعد كلام بوتين عن السلاح النووي، تميز رد فعل واشنطن بالهدوء، إذ قال مسؤول أمريكي لم يكشف عن هويته «إن تهديدات الرئيس الروسي النووية الجديدة لم تسفر عن أي تعديل في الوضع النووي بالولايات المتحدة، وأن واشنطن «لم تر أي مؤشرات تفيد بأن روسيا تتأهب لاستخدام السلاح النووي في أوكرانيا».

يذكر أن هناك تسع دول تمتلك أسلحة نووية هي: روسيا، والولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وبريطانيا والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية، بإجمالي 13 ألف سلاح نووي، من بينها 5997 سلاحاً لدى روسيا ونحو 5428 سلاحاً لدى الولايات المتحدة، ويتم الاحتفاظ بالأسلحة النووية في غواصات وصوامع صواريخ تحت الأرض بأعماق مختلفة، وقواعد جوية. يذكر أن ما يقرب من نصف هذه الأسلحة يتم الاحتفاظ بها في حالة تأهب قصوى، ويمكن إطلاقها بسرعة كبيرة بعد أمر رئاسي.

من البديهي أن تؤدي التهديدات باستخدام السلاح النووي إلى إثارة المخاوف نظراً لخطورته على البشرية، وقدرته على الإفناء ووضع حد للحياة على كوكب الأرض، إذ يمكن لسلاح نووي واحد أن يدمر مدينة ويقتل معظم سكانها، وفي حال اندلاع حرب بين روسيا والولايات المتحدة فقد يصل الضحايا إلى مئات الملايين.

لهذا فحديث الرئيس الروسي عن السلاح النووي لا يعني النية باستخدامه، بل هو يقصد الردع، وعدم المضي في تصعيد الحرب الأوكرانية ومواصلة استفزاز روسيا بمزيد من التهديد بالتدخل العسكري المباشر.

لهذا أعلن الكرملين بعد حديث بوتين أن الرئيس الروسي لم يهدد باستخدام السلاح النووي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xau6vdr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"