عادي
الذكاء الاجتماعي

كن آدمياً

22:48 مساء
قراءة 3 دقائق
1
سالم بن ارحمه الشويهي

د.سالم بن ارحمه

إنّ اللَّهَ عزّ وجلّ أدّبَ نبيَّه فأحسنَ أدبَهُ، وشهد له تعالى بما لم يشهد به لأحد من العالمين فقال جل جلاله: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، فهو كما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خُلُقِه، صلى الله عليه وسلم:«كان خُلُقُه القُرآن».

أي: تمثل القرآن سلوكاً عملياً بما فيه من قصص الأنبياء والتوجيه الرباني فحاز الكمال البشري، وصار أرقى نموذج في السلوك الإنساني وهو سيد ولد آدم.

والله ما خلق الإله ولا برى بشراً يرى كمحمد بين الورى

ولذلك كان قدوة الأنام على مر العصور والأزمان عليه الصلاة والسلام

نفسي الفداء لمن أخلاقه شهدت بأنَّه خير مبعوثٍ إلى البشرِ

عمَّت فضائله كل الأنام كما عمَّ البرية ضوء الشمس والقمرِ

فأخلاقه صلوات الله عليه آية كبرى وعلم من أعلام نبوته العظمى

لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ آيَاتٌ مُبيِّنَةٌ لَكَانَ مَنْظَرُهُ يُنْبِيكَ بِالْخَبَرِ

وأحسن من قال في نبينا المختار عليه الصلاة والسلام:

إن كان للأخلاق ركنٌ قائمٌ في هذه الدنيا فأنت الباني

المجد والشرف العظيم صحيفة جُعلتْ لها المختار كالعنوان

قيل لأبي الوليد الباجي: هل قرأت أدب النفس لأفلاطون؟

قال: «قرأتُ أدب النفس لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم»

والله أدبنا بالقرآن، فالقرآن كفيل أن يضبط حياتك كلها من الولادة وحتى الممات ويحقق لنا السعادة التامة فحين تبعثرك الحياة ترتبك منه «آية»، فصاحب القرآن يفسر الحياة تفسيراً منطقياً ولا يتوه في الحياة في طرقها المعقدة.

القرآن: ضبط مشيتنا: «ولا تمشِ في الأرض مرحاً». وضبط مجالسنا: «ولا يغتب بعضكم بعضا». وضبط صوتنا: «واغضض من صوتك». وضبط ألفاظنا: «وقولوا للناس حُسنا». وضبط نظراتنا: «ولا تمدنَّ عينيك». وضبط سمعنا: «ولا تجسسوا». وضبط طعامنا: «ولا تسرفوا» وضبط نفوسنا: «لا يسخر قوم من قوم»، وضبط أفكارنا: «إن بعض الظن إثم». وضبط تصريحاتنا: «ولا تقف ما ليس لك به علم». وعلمنا العفو والتسامح: «فمن عفا وأصلح فأجره على الله».. والقرآن كفيل أن يضبط حياتنا ويحقق لنا السعادة: «قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء».

ولو سُئل أكبر فلاسفة الدنيا عن علاج الإنسانية كلّه في كلمتين لما زاد على أنّه: «ثبات الأخلاق». والأدب استعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الأخلاق.

ولأهمية الآداب، قال ابن القيم «وأدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استُجِلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب».

‏ قال يحيى بن معاذ، رضي الله عنه: «من تأدب بآداب الله صار من أهل محبة الله».

والتعامل الحسن مع الناس من أعظم البر لوالديك والوفاء لوطنك، والتعامل السيئ من العقوق لوالديك والخيانة لبلدك !قال النبي، صلى الله عليه وسلم:»إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قالوا: يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه. وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الرجل سابّاً لاعناً لأبويه إذا سبّ سبّاً يجزيه الناس عليه بالسب لهما،

يذكر أن أباً سمع طرق الباب فقال الأب لابنه: انظر من عند الباب؟ قال الابن: عامل الزبالة. قال له الأب: نحن عاملو الزبالة، وهذا عامل النظافة!

الطيب والأخلاق ماهي حرافة وهبة من الله مالها سر مذكور

يفوز فيها أحيان عامل نظافة ويخسر بها أحيان عالم ودكتور

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3zyk4z2z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"