أصحاب حق في النجومية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

كثيرة هي المسلسلات التي يتقدم فيها الجيل الجديد من نجوم التمثيل لائحة البطولة، فمنهم من يتحمل مسؤولية الفيلم ويعتبر بطله الرئيسي، ومنهم من يقف بجانب نجوم كبار، لكنهم يتصدرون المشاهد وليسوا مجرد كومبارس. وأصبحت مواضيع السوشيال ميديا و«الترند» والتيك توك والأكثر مشاهدة والبلوجرز والفيديو والتهديد والابتزاز الإلكتروني.. ومدى تأثيرها في حياة الناس والمجتمع، منتشرة في غالبية الأعمال. لذلك نجد في أي مسلسل نجومه من الشباب ويتناول قضية اجتماعية مختلفة عن تلك القضايا التي ذكرناها، ما يلفت انتباهنا ويدعونا لمتابعته بشغف، خصوصاً إذا كانت القضية مهمة ومعالجتها ذكية، كما هو الحال مثلاً في مسلسل «مسار إجباري» الذي يتصدر بطولته الأولى الثنائي عصام عمر وأحمد داش، ويقف خلفهما نجوم كبار مثل محمود البزاوي وصابرين وبسمة.

لاشك أن كثرة الأعمال المعروضة مازالت تضعنا في مأزق الاختيار الأمثل لما علينا مشاهدته أولاً، لأن الوقت لن يتسع بأي شكل من الأشكال لمشاهدة كل المعروض دفعة واحدة. ولاشك أن متابعتنا لما يكتبه الناس على صفحات التواصل الاجتماعي دون الاعتماد على قائمة الأكثر مشاهدة التي تعتمدها المنصات للمسلسلات التي تعرضها، يرسم أمامنا شكلاً معيناً لخريطة الدراما الحالية، لكنها خريطة قد تتغير يومياً، فتختفي أسماء لتحل مكانها أسماء أخرى، وتتحكم بذلك قوة الحلقات ومدى نجاحها في استقطاب الجمهور وكسب إعجابه، وكذلك مدى قدرة الممثلين على الإبداع وإقناعنا بأهمية وصدق ما يقدمونه.

التشويق هو سر انجذابنا لبعض الأعمال، القصة تبدو منذ البداية محبوكة جيداً، غموض وأسرار تدفعنا لمواصلة المشاهدة كي نفهم أكثر. حتى القصص التاريخية أو تلك المبنية على روايات لكتّاب مشهورين، تفقد رونقها إذا فقدت التشويق في بنيانها الأساسي.

ليس كل ما يدخل قائمة «الترند» على السوشيال ميديا يستطيع الحفاظ على مركزه طوال أيام رمضان، فهناك أعمال جيدة جداً ويمكن اعتبارها مميزة وناجحة منذ عرض أول حلقتين منها، لكنها لم تدخل قائمة «الترند» بعد، وربما لم تأخذ نصيبها الذي تستحقه من تعليقات الناس بسبب زحمة العروض وصعوبة متابعتها كلها، لذلك لا يمكن اعتبار «الترند» معيار تفوق ثابتاً ولا نتيجة نهائية للماراثون الرمضاني.

دعونا نستمتع بهذه المبارزة في حلبة الفن، ونحيي النجوم الشباب لإثباتهم مرة أخرى أنهم أصحاب حق في النجومية، وأن لديهم من الموهبة الكثير والكثير، وأنهم يجيدون التفنن في الأداء لدرجة أنك تنسى أنك أمام الشاشة وأن ما تراه مجرد تمثيل وأدوار يعيشها الممثلون لساعات وحلقات محدودة وستنتهي مع انتهاء الحدوتة، وهنا يكمن الفرق الحقيقي بين من يغيب عن بالك وتفكيرك لمجرد انتهاء الدور والمسلسل، ومن يشغلك ويستحوذ على مساحة من تفكيرك لأيام وأسابيع، بل لما بعد إسدال الستار، وكأنه يعيش معك حتى بعد انتهاء الحدوتة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msdy532n

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"