كثر الحديث عن بدائل الطاقة الأحفورية، وأول تلك البدائل هي الطاقة الكهربائية المستمدة من الشمس، وهي طاقة متجددة ومستدامة ونظيفة، والاعتماد عليها بشكل كامل دون شك سيكون نقلة حقيقية وبالغة الأهمية في مسيرة البشرية وفي جهود المحافظة على البيئة وسلامة الأرض من التلوث، إلا أن مشاريع الطاقة البديلة بصفة عامة، والطاقة الشمسية تحديداً، تواجه تحديات بالغة الصعوبة، وتواجه عقبات كبيرة، ولتجاوزها نحتاج إلى المزيد من البحوث، والمزيد من الابتكارات، والمزيد من التطوير.
ومع أن هناك تفاؤلاً بسبب انخفاض تكلفة تكنولوجيا الخلايا الشمسية، إلا أنها ما زالت مرتفعة بالنسبة للكثير من المجتمعات في بعض أرجاء العالم، فضلاً عن هذا، هناك صعوبات في أنظمة الطاقة الشمسية وتشغيلها، كتواضع مخترعات التخزين والبطاريات التي وظيفتها الرئيسية حفظ الطاقة وتخزينها، مما يمكن من تشغيلها في مختلف الأوقات، ما ينتج عنه محدودية في استخدامها، خاصة أن هذه الطاقة تكون عرضة لمختلف عوامل الطقس وتقلباته، حيث تمر بالبعض من البلدان أيام طويلة غائمة، ولا تكاد تشرق الشمس فيها، في اللحظة نفسها فإن البطاريات محدودة المساحة وأسعارها مرتفعة جداً، وهناك ترقب للتطورات والابتكارات في هذا المجال.
يعتبر مجال الطاقة الشمسية مجالاً خصباً وحديثاً، حيث الكلمة العليا للتقنيات الجديدة، والهندسة المتخصصة، والطريق طويل لتحسين كفاءة الخلايا الشمسية، أو القدرة على تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء، والاستفادة الكاملة من الضوء والحرارة، كما أن هناك بطئاً في التكيف مع الاحتياجات المتباينة للمستخدمين، وهذه العوائق تحتاج لتحسين وعمل وابتكار لتصبح تكنولوجيا الطاقة الشمسية بمستوى الطاقة التي نستخدمها حالياً. ولا ننسى أن من العوائق حاجة البطاريات والألواح الشمسية لبنية تحتية ومواقع محددة بدقة تساهم في استفادتها من أشعة الشمس، فضلاً عن توفر شبكات الكهرباء والربط بالشبكة العامة.
صحيح أنه على المستوى الفردي شاهدنا استخدامات مفيدة جداً للطاقة الشمسية، خاصة في مناطقنا التي تتميز بالحرارة وقوة أشعة الشمس، حيث نلاحظ استخدامها في البراري البعيدة عن إمدادات الشبكة الكهربائية العامة، لكن الاستخدامات الفردية تختلف عن الاستخدامات العامة. عند استخدام أحد الرعاة، للخلايا الشمسية، تجده يقوم بتنظيفها يومياً، ويوجهها، ويقوم بشبك البطاريات، والتأكد من التوصيلات والإمدادات، لكن هذه الآلية شديدة الصعوبة على مستوى المجتمعات، وعند تغطية المدن بالكهرباء الشمسية. لذا المستقبل يعد بمخترعات ومبتكرات تقدم حلولاً وقفزات في هذا المجال. وحتى يحين ذلك الوقت، تبقى الطاقة الشمسية الحالية هي الطاقة الرئيسية.
