دون أدنى شك أن مع تطور التقنيات، ودخولنا حقبة جديدة من قوة الاتصالات وشبكة الإنترنت، والقفزة في مجالات مواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات المرافقة التي شملت مختلف جوانب الحياة، فإنه تبعاً لذلك يفترض تطور وسائل التعليم وبرامجه وأدواته؛ لتواكب هذه التوجهات الحديثة. وبالتالي، فإنه يفترض أن نشهد تحولاً في مناهج التعليم وطرق التدريس. وإذا كان من القضايا الرئيسية الآن، السماح أو منع دخول الهواتف الذكية في المدارس، وفي اللحظة نفسها، ندرك أن هذه الهواتف باتت جزءاً من حياتنا، ويستخدمها الأطفال، في معظم أوقاتهم، فإن النتيجة في نهاية المطاف، والتي ستحدث، هي الموافقة على دخولها المدارس، ثم تصبح متاحة، ثم نتذكر عمليات المنع والمطاردة والتفتيش، وكأنها مواقف مضحكة، وهذا يسوق نحو سؤال بديهي حول تعليم التقنيات الحديثة والبرمجة وتصميم التطبيقات والمواقع: هل نريد لأطفالنا أن يكونوا مستهلكين مستخدمين للتقنية، دون أدنى معرفة عن آلياتها وطرقها، فقط يقتنون الأجهزة، ويحملون التطبيقات، وهكذا كمستخدمين، فقط؟
انفصال المؤسسة التعليمية، وعدم الدمج والانصهار في هذا التطور أولاً، ثم مقاومتها لسلوكيات حديثة تستخدم هذه التقنيات، ثم عدم تغييرها الجذري لمناهجها التعليمية، واحدة من المعضلات، ولا ننسى طرق التدريس القديمة التي تقوم على الحفظ والتلقين والمستخدمة، حتى الآن، في بعض المواقع، وفي اللحظة نفسها توجد منصات تعليمية، وبرامج وتطبيقات يمكن أن تسهم في التعليم والتدريب للأطفال بطرق مشوقة وجاذبة، ومع هذا هناك انفصال ورفض لها، والنتيجة أن الفتيات والفتية ينهون مراحل التعليم بتعليم اعتيادي، بينما سوق العمل يحتاج إلى مهارات وقدرات ومواهب.
بعضهم ممن أنهوا دراساتهم الجامعية متواضعون تماماً في مجال التقنية، والمعرفة بتطورات التكنولوجيا، ولديهم سلبية كاملة في استخدام هواتفهم الذكية لدرجة عدم معرفتهم بالكيفية التي تمكنهم من تنظيف ذاكرة الجهاز، أو إزالة التطبيقات غير المرغوبة، أو البرامج الضارة ونحوها.
يجب أن تكون لدينا برامج تعليم للبرمجة، منذ سن مبكرة جداً، يتعلم خلالها الأطفال، التحليل ووضع الحلول والتفكير الإبداعي، يجب تعليم الأطفال كيفية تنمية مهاراتهم وقدراتهم. ولكم تخيل طفل منذ نعومة أظفاره، تم تدريبه على البرمجة، ماذا سيكون عندما يكبر؟ وهذا الذي نحتاج إليه، أن تكون طرق التدريس حديثة، تدخل فيها الرياضيات، ويدخل فيها استخدام الأجهزة والتكنولوجيا. بهذه الطريقة نخرج أفواجاً من المبتكرين والعلماء وصناعي المستقبل.
