الجرأة في عصر الاحتمالات

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

في مسيرة حياتنا تواجهنا بطبيعة الحال الكثير من المواقف التي نجد أنفسنا فيها أمام مفترق طرق: هل نختار دروب الأمان أم نتبنى مسار الجرأة؟.

ينبغي لنا أن نحتضن قول الكاتب والشاعر البريطاني روديارد كيبلينغ: «من يريد النجاح يكون جريئاً لا يتهيب كثيراً من الإخفاق أو الخسارة»، يخبرنا كيبلينغ أن لا شيء يأتي من فراغ، ولا يمكن للأحلام أن تتحقق دون اقتحام حصون التردد والمضي قُدماً بعزيمة لا تلين، فالجرأة هي ذلك الشراع الذي يجعل من سفينة الأماني تعبر المحيطات وتصل إلى شواطئ النجاح.

تتجلى الجرأة في الإقدام على الخطوة الأولى نحو هدف مخفي خلف ستار الغيب، فكم من عظماء في تاريخنا كانوا مجرد حالمين قبل أن تتحول أحلامهم إلى واقع ملموس بسحر الجرأة! إنها تلك القوة الغامضة التي تدفعنا لنغمر في بحر المجهول بحثاً عن درة النجاح المنشودة.

وما الإخفاق إلا طعم مرّ يسبق الحلاوة الأبدية للنجاح، إنه ليس سوى درس قاسٍ يعلمنا كيف نقوم من جديد، مسلحين بخبرة أكثر ثراء وبصيرة أوضح، ولطالما كان الإخفاق رفيقاً للجريء، لكنه في النهاية ليس إلا حجر الأساس الذي يبنى عليه صرح الإنجازات.

في خضم حياة تعج بالتحديات، لنا أن نختار بين الانزواء خوفاً من مجهول الفشل، أو الإقدام بشجاعة مستلهمين من الفشل دروساً ترشد خطانا، إن الجرأة ليست مجرد قفزة في الهواء، بل هي تحليق مدروس في فضاءات الفرص اللامتناهية.

إن طريق النجاح محفوف بالمخاطر، لكن بوصلة الجرأة تقودنا نحو آفاق رحبة، حيث تصبح الأماني حقائق والأحلام مستقبلًا نعيشه، فلنتمسك بروح كيبلينغ، ولنجعل من الجرأة جسراً نعبر عليه نحو تحقيق الأماني ونيل النجاح.

الجرأة هي مفتاح العبور إلى عوالم النجاح، هي النور الذي يضيء دروبنا في ليالي الشك والحيرة، لتكن كل خطوة جريئة نخطوها إعلاناً عن تحدينا للحدود، وإيماناً بقدراتنا التي لا حدود لها، وفي النهاية، ليست الجرأة مجرد قرار لحظي، بل هي أسلوب حياة يجب أن نعتنقه إذا ما أردنا أن نرى الأماني تتحقق والأحلام تصبح واقعاً نلمسه.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yck2wkwe

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"