البحرين

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

- كنت أعمل في جريدة «اليوم» في الدمّام في أوائل الثمانينات حين افتتح جسر الملك فهد، الطريق الواصل إلى البحرين، وسيبقى ذلك الطريق في الذاكرة إلى اليوم، وتبقى في الذاكرة، أيضاً، قصيدة الشاعر غازي القصيبي بالمناسبة، وهي قطعة غنائية. قال الشاعر القصيبي:

دربٌ من العشق لا دربٌ من الحجر

هذا الذي طار بالواحاتِ للجزر

ساق الخيام إلى الشطآن فانزلقت

عبر المياه شراع أبيض الخَفَرِ

ماذا أرى؟.. زورق في الماءِ مندفع

أم أنه جَمَلٌ ما ملَّ من سفر

وهذه أغنيات الغوص في أذني

أم الحداة شدوا بالشعر في السَّحر

واستيقظت نخلةٌ وَسْنى توشوشني

مَنْ طَوَّق النخل بالأصدافِ والدّررِ

***
- في البحرين مثل شعبي سائر معناه أن «عين عذاري» تسقي البعيد، وتبخل على القريب، غير أن البحريني بالفطرة لا يبخل لا على القريب ولا على البعيد، إنه بالفطرة، أيضاً، إنساني، جميل، مثقف ويحترم معنى الحياة، والمحبة، والجمال.

  • قرأت مبكراً حين كنت في العشرين وأوائل الثلاثين من العمر: قاسم حدّاد، علوي الهاشمي، حمدة خميس، علي الشرقاوي، فوزية رشيد، آمال أسيري، عبد القادر عقيل، علي عبد الله خليفة، أمين صالح، إبراهيم العريض، فوزية السندي، وغيرهم من علامات الأدب والثقافة البحرينية الأصيلة. مع الأيام، وحياتي في الإمارات، أصبح الكثير من أولئك الرموز الرائعة أصدقائي.
  • زرت البحرين قبل نحو عشرة أعوام، وإذ كنت مستعجلاً، أعطيت سائق التاكسي الذي أقلّني إلى الفندق ورقة نقدية لم أنتبه لقيمتها الكبيرة، وفي حين كنت أدخل الفندق، رأيت السائق البحريني، وكان في نحو الخمسين من عمره، يستوقفني ويعيد لي باقي النقود، وهو يبتسم. حدّقت في ملامح وجهه، وابتسمت بدوري، وقد رأيت في وجهه سيماء رجل أعرفه منذ زمن بعيد. رجل خمسيني، بغترة وعقال، ولعلّه كان يشبه أحداً من أهلي.
  • مرّة في تونس، كنت إلى جانب قاسم حدّاد، وقد شعرت أنه كان قلقاً بعض الشيء بعد أقل من أسبوع في مهرجان شعري عربي، وحين سألته عمّا به، قال لي: اشتقت للبحرين.
  • أحب البحرين مثل أهلها بالفطرة: طيبة عفوية في وجوه الناس. اسم (البحرين) في حدّ ذاته يجذب إلى الكتابة، كتابة الشعر بشكل خاص، وفي بلد جميل كهذا، فأنت لا تكتب القصيدة على بحر واحد، بل تكتبها على بحرين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wvbd98e

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"