قلم سلطان

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

يكتب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كل اثنين في «الخليج» من الذاكرة وإلى الذاكرة، يكتب من التاريخ للتاريخ، ومن الحياة للحياة. ودائماً، وكعادة سموّه، يسرد الذات، ويسرد المكان، بل الأمكنة بصفاء الكاتب الذي عاش الوقائع والأحداث، وعايش الناس، وسافر للعلم والمعرفة والبحث، وتوجّه إلى مكتبات وجامعات ومراكز توثيق، ودقق في المعلومة والوثيقة والخريطة، وسلسل كل هذه المادة بلغة نقية مباشرة لا استعجال فيها ولا تعقيد ولا التباس.

قلم صاحب السمو حاكم الشارقة مكانة تكريمية عالية القيمة والمعنى ل «الخليج»، وصحفييها، وكتّابها، وإنه لافتخار عظيم أن يكون قلم سموّه السردي والتاريخي والثقافي والصحفي امتيازاً مهنياً للجريدة، وامتيازاً أدبياً لنا نحن أبناء «الخليج»، مَنْ تَربّينا ونضجنا فكرياً ومعرفياً في كنف مشروع الشارقة الثقافي الذي غذّاه سموّه بمؤلفات توثيقية، وتاريخية، ومسرحية، وأدبية، وسردية عزّزت ثقافة الصحفي، ومكّنت الكاتب الأدبي والنقدي من المعرفة العلمية الموثوقة.

قصة صاحب السمو حاكم الشارقة الصحفية قصة قديمة تعود إلى أواخر خمسينات القرن العشرين؛ حيث عمل مراسلاً لمجلة «آخر ساعة» المصرية من خلال تزويد المجلة بالأخبار والمعلومات عن كل ما يدور في الشارقة، خاصة في ما يتعلق بالتصدّي للاستعمار الإنجليزي (راجع صفحتي 85 و86 من أحاديث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي- الجزء الخامس).

قال سموّه في إبريل/ نيسان 2016، خلال لقائه رؤساء التحرير والإعلاميين، على هامش زيارته معرض لندن للكتاب: «علاقتي بالصحافة بدأت بالمصادفة عن طريق جلال عارف، الذي كان يقوم برحلة من مصر إلى نيودلهي سنة 1956م، ويومها كان الطيران المصري يتوقف خلال الرحلة في مطار الشارقة، وعند توقفه في الشارقة كان يبحث عن الأخبار والمعلومات عن المنطقة ليرسلها إلى المجلة، وقد التقيت به واتفقنا على أن أقوم بتزويد المجلة بالأخبار والتقارير عن الشارقة».

وأضاف سموّه: «كل ما نشر في تلك الفترة في «آخر ساعة»، كنت أنا مصدره، حيث كنت أقوم بتزويدهم بالمعلومات باستمرار، مدفوعاً برغبتي في التصدي للاستعمار الإنجليزي، وكشف أساليبه، خاصة أنني كنت من ضمن المشاركين في الأعمال النضالية ضده، وكنت أقوم بإرسال الأخبار عن طريق الأشخاص في البداية من الشارقة، تحت اسم مستعار، لكي لا ينكشف أمري بأنني المصدر وراء تلك التقارير التي تكتب في المجلة، وبعد ذلك قمت بإرسالها عن طريق الكويت بدلاً من الشارقة مباشرة».

وأضاف سموّه: «بعدها، أسست مجلة «اليقظة» سنة 63، وقد كنت أكتبها كاملة (يقول وهو يبتسم)، كنت أكتب الأسئلة وأقوم بالإجابة عنها، وفي تلك الفترة تواصلت مع خليفة النابودة من أجل طباعتها بمطبعته في بر دبي، واستمرت المجلة لمدة محدودة من الزمن. كما قمت بإصدار صحيفة مدرسية بنسختين واحدة بالعربية والأخرى بالإنجليزية».

صحفي شاب في الخمسينات من القرن العشرين، وله مصادره المؤكدة: الوثائق، والكتب، والمعلومات، أما مصدره الذي يصدقه دائماً وأبداً، فهو قلبه، وحدسه، وتوقعاته مكفولة كلّها بوطنية شجاعة، وجرأة موزونة من أجل الحصول على المعلومة التي تصبح وثيقة، وتصبح سبقاً ينفع التاريخ. وغداً أكمل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32st68yu

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"