عادي

محادثات نادرة بين وزيري دفاع أمريكا والصين في سنغافورة

18:55 مساء
قراءة 3 دقائق

سنغافورة (أ ف ب)

يجري وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الصيني دونغ جون في سنغافورة نهاية الأسبوع الحالي محادثات مباشرة يندر حصولها، ما يعزز الأمل في تعزيز الحوار على المستوى العسكري لمنع خروج نزاعات كبرى عن السيطرة.

وسيعقد الاجتماع المرتقب في قمة حوار شانغريلا، وسيشكّل أول محادثات مباشرة بين وزيري دفاع البلدين منذ 18 شهراً.

ويجمع المنتدى الأمني قادة الدفاع من حول العالم سنوياً، وبات يمثل في السنوات الأخيرة مقياساً للعلاقات الأمريكية الصينية.

ولعل النزاع المرتبط بتايوان، المدعومة من واشنطن والتي تعهّدت الصين بإعادتها إلى سيطرتها، هو الأبرز من بين عدد من الخلافات بين القوتين العالميتين.

كذلك، تشعر بكين بالغضب حيال تعميق واشنطن علاقاتها الدفاعية مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خصوصاً مع الفلبين.

وشددت الصين في السنوات الأخيرة لهجتها على صعيد مطالباتها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وشمل ذلك بناء جزر اصطناعية وعسكرتها.

وعلّقت المحادثات العسكرية مع الولايات المتحدة أواخر عام 2022 ردّاً على زيارة رئيسة مجلس النواب حينذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان.

واتفق الطرفان بعد قمة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي جو بايدن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على إعادة إطلاق محادثات عسكرية عالية المستوى. وتحدّث أوستن ودونغ بعد ذلك هاتفياً في إبريل/ نيسان.

وسيكون اجتماعهما في سنغافورة الذي أعلن عنه البنتاغون الأسبوع الماضي أهم لقاء مرتبط بالدفاع بين البلدين منذ القمة الرئاسية. لكنّ الجانبين لم يستأنفا بعد الجزء الأكبر من الحوار العسكري المباشر الذي أُلغي بعد زيارة بيلوسي إلى تايوان.

وقال المحلل البارز المتخصص في الشؤون الدولية لدى شركة «سولاريس ستراتيتجيز سنغافورة» Solaris Strategies Singapore مصطفى عز الدين: «ما يؤمل هنا هو أن يكون اجتماع (أوستن ودونغ) بداية تقارب حذر لإعادة تأسيس خطوط اتصال مفتوحة بين الجيشين».

واتفق بايدن وشي خلال قمتهما على إقامة قناة اتصال بين رئيس قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأمريكي والقادة الصينيين المسؤولين عن العمليات العسكرية قرب تايوان واليابان وفي بحر الصين الجنوبي.

وأكّد مسؤول أمريكي مؤخراً أهمية عقد محادثات مباشرة بين هؤلاء القادة، وهو أمر وصفه عز الدين بأنه «ضروري». وقال «إنه أمر يحمل أهمية استثنائية، إذ إنه عندما نتحدّث عمّا يجري في بحر الصين الجنوبي وتايوان يتعلّق الأمر بشكل جوهري بالدفاع والأمن».

- خطر النزاع -

وسيلقي كل من أوستن ودونغ أيضاً كلمة نهاية الأسبوع أثناء حوار شانغريلا يُتوقع أن يتطرّقا خلالها إلى مجموعة من القضايا الشائكة بالنسبة لبلديهما. ويتزايد القلق الأمريكي حيال القدرات العسكرية الصينية التي تتطور بشكل سريع.

وتملك الصين أكبر قوة بحرية في العالم، ونفّذت هذا الشهر اختباراً بحرياً لثالث وأكبر حاملة طائرات لديها. وفي عام 2021، ذكرت تقارير أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية دهشوا بإطلاقها رحلة تجريبية لصاروخ فرط صوتي فوق بحر الصين الجنوبي جاب العالم.

وفي بكين، يشعر قادة الصين بالغضب جراء نشر الولايات المتحدة بشكل دوري سفناً حربية وطائرات مقاتلة في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي. وترى الصين أن الخطوة تندرج في إطار مساعي الولايات المتحدة المتواصلة منذ عقود لاحتوائها.

والعام الماضي، قال وزير الخارجية الصيني حينذاك تشين غانغ «إذا واصلت الولايات المتحدة المضي سريعاً على المسار الخاطئ، لا يمكن لأي حواجز حماية أن تمنع خروج الأمور عن مسارها، وسيندلع نزاع ومواجهة بكل تأكيد».

ورجّح المحلل العسكري الصيني الذي كان ضابطاً في جيش التحرير الشعبي الصيني سونغ جونبينغ أن يتضمن خطاب دونغ في سنغافورة دعوة للولايات المتحدة للتوقف عن «استفزاز» الصين بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي. وقال «نريد خصوصاً تحذير بلدان معيّنة من خارج المنطقة -الولايات المتحدة واليابان- من أن التدخل في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي سيؤدي إلى اندلاع نزاع إقليمي خطر».

واستبعد سونغ أيضاً احتمال قيام حوار عسكري صيني أمريكي أعمق ما لم تقطع الولايات المتحدة دعمها عن تايوان. وقال «إن لم يكن بإمكان الولايات المتحدة بدء صفحة جديدة بشأن هذه المسألة، فحينئذ لا يمكنها تحقيق نتائج بغض النظر عن الطرف الذي تتحاور معه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtf4393j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"