عادي

إسرائيل تلتف على «خطوط بايدن الحمراء».. هل عدلت خطة اجتياح رفح؟

16:47 مساء
قراءة 4 دقائق

اتبعت إسرائيل استراتيجية خاصة لعمليتها العسكرية الجارية في رفح، حتى لا تبدو وكأنها تتجاوز الخطوط الحمراء التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، حتى لا تثير أزمة مع أقرب حلفائها، لكن المفاجأة الأكثر غرابة تمثلت في ما كشفه مسؤولون إسرائيليون بشأن عدم حديث المسؤولين الأمريكيين عن مثل هذه الخطوط الحمراء أثناء التنسيق لعملية رفح، في اجتماع مغلق.

ويقول مسؤولون إسرائيليون لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن إسرائيل جمدت خطتها الأصلية للقيام بعملية عسكرية من قسمين عبر رفح، وهي عملية أعرب البيت الأبيض عن قلقه من أنها قد تؤدي إلى تفاقم أعداد الضحايا في الصراع الذي شهد بالفعل سقوط الآلاف من المدنيين.

ويشير التقرير إلى أن إسرائيل اختارت بدلاً من ذلك شن حملة عسكرية تركز على إغلاق الحدود بين غزة ومصر، فضلاً عن شن غارات على رفح. ويوضح المسؤولون أن «إعادة التجهيز لخطة الحرب مكنت إسرائيل من الابتعاد عن تحذيرات الرئيس بايدن الخاصة بشن عملية برية كبيرة، ما سيعني المخاطرة بتخفيض الدعم العسكري الأمريكي.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يحاول فيه بايدن ممارسة المزيد من الضغوط على حماس وإسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار كجزء من خريطة طريق من ثلاث مراحل لإنهاء القتال في قطاع غزة. لكن العملية العسكرية الإسرائيلية ما زالت تلحق خسائر فادحة بالمدنيين في رفح.

وسلطت محاولة إسرائيلية لاستخدام ذخائر أصغر حجماً في غاراتها الجوية الضوء على صعوبة إجراء العمليات في المناطق المكتظة بالسكان. ولا تزال الغارات الجوية الإسرائيلية ذات القنابل التي تحتوي على 37 رطلاً من المتفجرات تؤدي إلى مقتل العشرات من المدنيين، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين، وذلك في إشارة إلى حادث «محرقة الخيام».

ومن المرجح أن يتردد صدى الخط الأحمر – وهو المصطلح الذي استخدمه بايدن لأول مرة في مارس – في الأسابيع المقبلة. وقال جوناثان بانيكوف، وهو مسؤول أمريكي كبير سابق: «كان هناك تصور خاطئ حول ما يعنيه تعليق بايدن بشأن الخط الأحمر».

ويضيف ضابط المخابرات السابق: «بالنسبة للكثيرين تم تفسير ذلك على أن عملية عسكرية في رفح محظورة إذا أرادت إسرائيل الاحتفاظ بالقوات الأمريكية».وقال بانيكوف «لكن بالنسبة للكثيرين في الإدارة الأمريكية، لم يكن المقصود قط القول إن إسرائيل لا تستطيع القيام بعملية عسكرية. وكان القصد من ذلك القول إنها لا تستطيع القيام بعملية مثلما فعلت في مدينة غزة أو خان ​​يونس والتي أسفرت عن عدد كبير من القتلى والدمار».

وأصبح مفهوم الإنذار الرئاسي بشأن نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة محور النقاش العام عندما سأل أحد مذيعي قناة MSNBC بايدن في 9 مارس/آذار عما إذا كان الغزو الإسرائيلي لرفح سيتجاوز «الخط الأحمر» الذي وضعه الرئيس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورد بايدن: «إنه خط أحمر، لكنني لن أغادر إسرائيل أبدا». وأضاف: «الدفاع عن إسرائيل لا يزال أمرا بالغ الأهمية». وتابع بايدن، دون أن يكمل الجملة: «لكن هناك خطوط حمراء إذا تجاوزها». ثم أضاف: «لا يمكن أن يموت 30 ألف فلسطيني آخر».

وبعد ثلاثة أيام من تلك المقابلة، رفض مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مصطلحات الخط الأحمر ووصفها بأنها هاجس إعلامي و«لعبة في مجال الأمن القومي». ومع ذلك، قال سوليفان إن بايدن يريد أن تهزم إسرائيل حماس دون تعريض المدنيين الفلسطينيين للخطر بدون داع.»

وأضاف سوليفان أن «هذا المسار لا يكمن في اقتحام رفح حيث يسكن 1.3 مليون نسمة، في ظل غياب خطة ذات مصداقية للتعامل مع السكان هناك». «وفي ظل الوضع الحالي، لم نر ما هي هذه الخطة».

ـ مناقشة خلف الأبواب المغلقة ـ

وخلف الأبواب المغلقة، تمت مناقشة التخطيط الإسرائيلي لعملية رفح على نطاق واسع داخل المجموعة الاستشارية الاستراتيجية، المكونة من كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين الذين يجتمعون بانتظام عبر مؤتمرات الفيديو وشخصيًا.«وقال مسؤول إسرائيلي: «إنهم لم يستخدموا الخط الأحمر.. لقد قالوا افعلوا ذلك بطريقة مختلفة تخفف من الأضرار الجانبية والمخاطر التي يتعرض لها السكان».

وتشير وول ستريت جورنال إلى أنه «مع تطور الاستراتيجية الاسرائيلية، فقد تم وضع فكرة إرسال فرقتين إسرائيليتين إلى رفح، وتم وضع خطة للاستيلاء على المعبر مع مصر»، وتابع المسؤول الإسرائيلي: «لا يعني ذلك أننا قمنا بتعديل خطتنا لإرضاء الأمريكيين دون تحقيق هدفنا». وأضاف«لم نتخل عن هدف هزيمة حماس في رفح».

وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن الجيش كان سيحرص، على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين خلال عملية رفح حتى لو لم يطلب منه الأمريكيون القيام بذلك.

وقال مسؤولون إنهم يتوقعون أن تتضمن الخطة الإسرائيلية غارات على المدينة بحثا عن مقاتلي حماس ورهائن، ولكن ليس هجوما بريا واسع النطاق. وقالوا أيضًا إنهم يراقبون العمليات الإسرائيلية.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي:«لن ندعم عملية برية كبيرة في رفح.. ما تستلزمه عملية برية كبيرة هو تحرك الكثير من الوحدات، في مجموعة منسقة من المناورات ضد مجموعة واسعة من الأهداف على الأرض بطريقة هائلة.. ولم نرهم يفعلون ذلك».

وما لم يتم التفاوض على وقف إطلاق النار في الأسابيع المقبلة، فإن النهج الإسرائيلي الأكثر تعمداً قد يؤدي إلى إطالة أمد العمليات القتالية، وقال تساحي هنغبي، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إنه يتوقع أن يكون هناك سبعة أشهر أخرى على الأقل من القتال لتدمير القدرات العسكرية لحماس وقدرتهما على حكم المنطقة.»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2uw45ccp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"