ابتكار لوقف الأخبار الزائفة

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

نستطيع القول بأن الإعلام بات مشاعاً، بمعنى أن الجميع متاح لهم أن يتحدثوا، أن يصفوا، أن يعبروا عن آرائهم ووجهات نظرهم بالصوت والصورة، ويستطيعوا أن ينشئوا عدة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلالها يصلون إلى جمهور متنوع ومتعدد، ومن هنا يمارسون دور الوعظ، أو الوصف والتعليق، أو دور الناشط والمهتم، أو دور المحلل والدارس... إلخ. وهذا جميعه يتم دون رقيب ولا حسيب، لذا لم يعد خافياً تسلل ما يسمى بالأخبار الزائفة، وتلك الأخبار الكاذبة، بل الأدهى أن يُصنع خبرٌ له قصة، وأحداث ومكان وزمان، ومصحوب بمقطع فيديو أو صور قديمة لحدث وقع قبل عدة سنوات، ثم يُرسل للناس بواسطة تلك الحسابات، فينتشر، ويلتقطه الناس، وبعد مدة من الزمن تبدأ تصعد أنباء خفيفة وواهنة، تكذب وتوضح... ولكن الضرر من الخبر الزائف يكون قد وقع، وهذا الضرر قد يمس دولاً، أو مؤسسات، أو هيئات، أو حتى أفراداً.

نعم يوجد تطور تكنولوجي، وثورة رقمية، لا يمكن للعين أن تخطئها، ونعيش انتشاراً واسعاً للمعلومات والأخبار، وسرعة في تناقلها، لكن هذا جميعه كان له ضريبة فادحة، ومؤلمة، هي تلك الأخبار الزائفة، التي نراها تشوه مهام وأعمالاً ومنجزات تستحق الاحتفاء والتقدير والإشادة، إلا أن ضعاف النفوس ومغيبي الضمير وجدوا فرصة للتعبير عن مرضهم النفسي من خلال بث أكاذيبهم وتزييف الوقائع.

من هنا تظهر أهمية الوعي والمعرفة، وأيضاً العمل على دعم الحسابات الموثقة، وتلك التي تتبع جهات معروفة، لكن العبء الأكبر يقع علينا نحن كأفراد، من خلال التنبه إلى أن التقنيات التكنولوجية والرقمية في تطور مستمر ونمو متسارع، وكما نلاحظ فإن هناك استخدامات بواسطة الذكاء الاصطناعي، تملك القدرة على تقليد الأصوات والصور، وهو ما يعني أن موجة قادمة من التزييف، والأكاذيب سنلاحظها، وسنلاحظ نموها وتزايدها، وهذا يحتم الوعي بأن ما نراه ونسمعه، ليس بالضرورة الحقيقة..

أعتقد أن وعينا وفهم الآلية التي تنشأ بها المعلومات المضللة، أو الأخبار الزائفة، هي الخطوة الأهم للتصدي لذلك التيار المندفع بالأكاذيب والتزوير. يجب تنمية وعي الناس بأهمية التحقق من مصادر الأخبار قبل تداولها أو تصديقها أو تبنيها ونشرها والترويج لها.. نحن بحاجة أيضاً إلى مبتكرات وطرق وآليات تستطيع كشف الأخبار الزائفة والتصدي للمعلومات المضللة.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y64sdczz

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"