عادي

تربية المواشي تهدد نمور الثلوج في منغوليا

17:15 مساء
قراءة دقيقتين
نمر ثلجي
كان جبل جارغالانت في منغوليا لفترة طويلة منطقة حصرية لنمور الثلج، لكن مع مجيء المربّين بحثاً عن مراعٍ لقطعانهم، بات التعايش مع الحيوانات البرية أمراً حساساً.
ويقول داريبازار نيرغي الذي خسر 10 من حيواناته بعدما قتلها نمر أكسبه فراؤه واختباؤه لقب «شبح الجبال»: «حالياً ثمة 8 عائلات من مربي المواشي تعيش في هذا الجبل».
وشهدت نمور الثلوج، التي يصنّفها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ضمن الأنواع المعرضة لخطر الانقراض، انخفاضاً في أعدادها بمنغوليا لتصل إلى أقل من ألف نمر.
وكانت الحيوانات البرية والمواشي تتعايش منذ فترة طويلة في سهول منغوليا الشاسعة.
ولكن مع سعي الرعاة إلى رفع أعداد قطعانهم وتحسين دخلهم، باتوا يستقرون بشكل متزايد على الأراضي التي لم تكن سوى موطن للحيوانات البرية التي تتعرض للتهديد جراء الأمراض والمجاعة.
ومن الأنواع الأخرى التي تأثرت بهذه الظاهرة، الغزال المنغولي، المسمّى أيضاً بالغزال ذي الذيل الأبيض.
ويمكن لهذه الغزلان التي تشكل رمزاً لطبيعة منغوليا، اجتياز آلاف الكيلومترات سنوياً، من شرق وجنوب منغوليا إلى شمال الصين، في إطار الهجرة.
وانخفضت أعدادها في السنوات الأخيرة، من عشرات الملايين إلى أقل من ثلاثة ملايين، بحسب وزارة البيئة.
ويعود السبب في هذا التراجع إلى التغيّر المناخي والتصحّر، بحسب الخبراء.
وفي الوقت نفسه، تشير أرقام الحكومة إلى ازدياد في أعداد المواشي ثلاث مرات خلال العقود الأخيرة، وأصبح عددها 60 مليوناً حالياً، بعدما كان العدد 20 مليوناً في عام 1990.
ويقول باتبولد دورغوركيم من الصندوق العالمي للطبيعة، في حديث لوكالة فرانس برس: «عندما تزداد أعداد المواشي، ينبغي العثور على مراعٍ جديدة تستخدمها الحيوانات البرية».
ويضيف «في الماضي، كان في منغوليا خمسة رؤوس من الماشية لكل كيلومتر مربع، أما اليوم فارتفع هذا المعدل إلى 15».
وكانت هذه الزيادة في الثروة الحيوانية مدفوعة بأهم طلب في العالم على صوف الكشمير، وتحديداً من الصين.
وفي منغوليا، إحدى الدول التي تُسجّل أقل معدّل من السكان في العالم، ويمثل ثلث سكانها من البدو الرحل، سمحت الأعداد المتزايدة من المواشي لعدد كبير من الرعاة بالخروج من الفقر المدقع.
لكن ظروفهم المعيشية لا تزال صعبة.
ومع تزايد تشارك المواشي والحيوانات البرية في الأراضي نفسها، بات القتال حتمياً بين المواشي التي تقتلها الحيوانات المفترسة والأمراض المنتشرة.
أما نمر الثلج، فنجح في جعل الانخفاض في أعداده ثابتاً، إذ أحصت دراسة أجريت عام 2021، 953 نمراً في منغوليا.
لكن ما لا يقل عن 220 حيواناً قتلتها الفهود في العام الفائت، بحسب مونخدافا خاساج، نائب حاكم منطقة مانخان.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4v8hvhch

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"