عادي
أكدوا أن المملكة واعدة استثمارياً

مسؤولون مغاربة لـ«الخليج»: نسترشد بتجربة دبي

19:38 مساء
قراءة 4 دقائق
الدار البيضاء
حسان بركاني
آسيا بن سعد
أنس كنون

الدار البيضاء: ملحم الزبيدي

أكد مسؤولون حكوميون في المغرب، عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع ين المغرب ودولة الإمارات في شتى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وأن الطريق إلى المزيد من التعاون مملوء بالفرص والنجاحات المشتركة.

وأوضحوا، في تصريحات خاصة ل«الخليج»، على هامش ملتقى بعثة غرف دبي العالمية إلى الدار البيضاء، أن البيئة الاستثمارية في المغرب خصبة للشركات الإماراتية، الأمر الذي يمكّن البلدين في القطاعين العام والخاص من الدخول في شراكات مستقبلية واعدة.

وأشاروا إلى نجاح تجربة دبي مركزاً مالياً وتجارياً عالمياً، وأن قطاعات الأعمال في المغرب حريصة على توطيد أواصر التعاون المشترك مع شركات دبي، والاستفادة من تجربتها في السوق المغربي، خاصة أن المملكة المغربية مقبلة على العديد من الأحداث الدولية الضخمة، مثل استضافة كأس العالم 2030، والأمم الإفريقية 2025، وهو يفتح المزيد من الآفاق للعمل الثنائي البناء.

  • تمكين الشركات

أشار حسان بركاني، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات في الدار البيضاء، إلى أهمية العلاقات الأخوية التي تجمع بين المغرب والإمارات منذ عقود. وأشار إلى أن الاتفاقيات الموقعة بين غرفة دبي وغرفة الدار البيضاء، مؤخراً، تهدف إلى تمكين الشركات المغربية والإماراتية من الدخول في شراكات والعمل بجدية.

ولفت بركاني إلى أن المغرب يشهد حالياً مشاريع كبيرة، بما في ذلك كأس العالم في عام 2030. وأضاف: «المغرب يعتبر ورشة كبيرة في مجالات البنية التحتية، الملاعب، الفنادق، العقارات، والقطار السريع. هناك فرص كبيرة للشركات الكبرى التي تتميز في هذه المجالات في كلا البلدين».

وحول قطاع الضيافة في المملكة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم، أوضح بيركاني أن هناك جانبين حكومي وخاص. وقال: «يسهل القانون المغربي الاستثمار في شتى القطاعات شأنه شأن القانون الأوروبي. المغرب يحتاج إلى نحو 150 فندقاً جديداً لهذه البطولة، وهناك دعم مستمر لتسهيل الأوراق والرخص بسرعة قياسية، ما يخلق فرص عمل للشباب».

وأشار بيركاني إلى أن هناك نحو 150 شركة إماراتية تعمل في المغرب منذ سنوات، خاصة الشركات الناشئة والشركات الرقمية. وأضاف: «الشركات الإماراتية لديها خبرة في التنظيم، ونرغب في استخدام هذه الخبرة، لا سيما في البنية التحتية والتنظيم للمعارض وكأس العالم، لتحقيق الأهداف الإلكترونية الرقمية».

  • تغيرات إيجابية

وقال أنس كنون، نائب رئيس اللجنة الدولية في اتحاد مقاولات المغرب: «يمر المغرب بتغييرات إيجابية وديناميكية للغاية. لدينا برنامج استثماري بقيمة تزيد على 50 مليار دولار، مخصص فقط لكأس العالم عام 2030. لدينا العديد من المشاريع في مجالات الطاقة المتجددة، النقل، الرعاية الصحية، السياحة، وما إلى ذلك. وبالطبع، لا يمكن تحقيق ذلك دون شريك. وعندما نفكر في الشركاء في ما يتعلق بالمغرب، فإن أحد البلدان الأولى التي تظهر بالتأكيد الإمارات».

وقعت المغرب ودولة الإمارات اتفاقيات تعاون مهمة في ديسمبر/كانون الأول 2023، لتعزيز الشراكة وتسريع برامج الاستثمار بين البلدين. وقال: «هذا الاتفاق يمثل دليلاً على أن القطاع الخاص، ونحن الاتحاد العام لمقاولات المغرب، سنكون جزءاً نشطاً ومشاركاً بشكل كامل في هذه الشراكة الكبيرة بين بلدينا. وهنالك العديد من القطاعات، التي نستهدف تعزيزها، من خلال هذا التعاون مع دولة الإمارات كالبنية التحتية، والموانئ، والمطارات، والملاعب الرياضية؛ حيث سيتم بناء أكبر ملعب في العالم في الدار البيضاء. وسيتم تحديث ستة ملاعب».

وفي قطاع الضيافة، بما في ذلك الفنادق، نهدف إلى مضاعفة سعة السياحة في المغرب ومضاعفة عدد السياح للوصول إلى نحو 25-26 مليون سائح في عام 2030. كما لدينا الطاقة المتجددة، حيث تعد شركة «طاقة» الإماراتية من أكبر اللاعبين في المغرب، حيث ستسهم بإنتاج نحو 50% من الكهرباء في المغرب تُنتج.

وأضاف كنون قائلاً: «باتت دبي مركزاً عالمياً للشركات الناشئة والتكنولوجيا الرقمية. ومن هنا، نرغب في معرفة كيفية تعزيز كل أشكال التعاون مع إمارة دبي خاصة، ودولة الإمارات عامة، لبناء نظام بيئي لتكنولوجيا المعلومات والشركات الناشئة في المغرب». «إن الشراكة مع دولة الإمارات أمر حاسم ورئيسي لنا في المغرب».

  • علاقات استراتيجية

وأكدت آسيا بن سعد، مديرة التعاون والشراكات في الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، عمق العلاقات الاستراتيجية التي تتمتع بها المملكة ودولة الإمارات، والتي تتميز بكونها طويلة الأمد ومتعددة الأبعاد، إضافة إلى روابط سياسية قوية من خلال شتى أطر التعاون في المجالات الاقتصادية النشطة التي تم توقيعها.

وقالت: «رؤيتنا المشتركة لتعزيز التجارة الثنائية والاستثمار تدعمها أهداف طموحة لمضاعفة حجم تبادلنا التجاري، خلال السنوات السبع المقبلة. إن توقيع مذكرة التفاهم الحادية عشرة في ديسمبر 2023 يعكس عمق العلاقات بين البلدين، ويبرز التزامنا بالنمو والازدهار المتبادل والمشترك».

وقالت: «تتجاوز الفرص الحالية في القطاعات التي تستثمر فيها الشركات الإماراتية تقليدياً، لتشمل قطاعات صناعية جديدة مثل الصناعات الزراعية، والطيران، والسيارات، والتنقل الكهربائي، والهيدروجين الأخضر، والاقتصاد الرقمي، ما يقدم مسارات جديدة للتعاون والابتكار. منذ يناير/كانون الثاني 2003، أعلنت 69 شركة إماراتية عن استثماراتها في المغرب. أكبر الاستثمارات المعلنة خلال هذه الفترة كان من قبل شركة الاستثمارات البترولية الدولية في 2008 وتاتا المغرب في 2009. كما تعززت علاقاتنا الثنائية بتوقيع أكثر من 90 اتفاقية منذ 1999».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5y8cen5w

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"