عادي

تعرف إلى أشرس مشجعي أوروبا.. «يورو 2024» بين مطرقة الألتراس محلياً والسندان قارياً

21:41 مساء
قراءة 4 دقائق
ألتراس صربيا الأسوأ في القارة
مواجهات مع الشرطة
ألتراس بولندا

متابعة: ضمياء فالح

يستعد ألتراس المنتخبات لبطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2024» بشكل مختلف عن بقية المشجعين، فهذه الرابطة الشهيرة بتعصبها الشديد المائل للعنف أحياناً تعتبر كل مباراة حرباً يجب الخروج منها ببطاقة المنتصر وليس بالنقاط الثلاث.

وعلى الرغم من احتياطات ألمانيا لكبح العنف في المدرجات من خلال منع فيزا الدخول على من لديه سجل إجرامي، فإنها تواجه تحدياً من الداخل، فمدينة فرانكفورت الأعلى في نسبة أصحاب المليارات في البلاد، تعج بمشجعي نادي آينتراخت فرانكفورت المائلين للعنف والذين منعوا من دخول ملعب نابولي الإيطالي العام الماضي ضمن دوري الأبطال، ولم يمنعهم الحظر من تخريب المدينة وإشعال النار في سيارة شرطة ومواجهة فرقة مكافحة الشغب المحلية.

ألتراس فرانكفورت، المدينة التي تستضيف ثاني مباريات منتخب إنجلترا، فعلوا نفس الشيء في لندن ومرسيليا الفرنسية وإشبيلية الإسبانية ضمن مباريات الفريق القارية ونفس الشيء محلياً أمام شالكة وماينز غريمهم المحلي، ويقال إن أكبر المشاغبين فيهم، كتيبة ناساو، مكونة من مصارعين وملاكمين وهم يتركزون في وسط المدينة بحثاً عن مشجعي خصومهم ويرتدون «تي شيرت أسود» اعتاد عليه التنظيم الذي تأسس في 1997.

وتطور الشغب في ألمانيا في الثمانينات من القرن الماضي، لكن القمة كانت في مونديال فرنسا 1998 عندما تعرض عنصر شرطة لتلف في الدماغ بعد هجمة منهم وبعد عامين في بلجيكا ضمن «يورو 2000» تعرض مشجع إنجليزي للطعن أثناء شجار مع الألمان في الشوارع، وفي 2017 تأخرت صافرة بداية مباراة أمام أرسنال بسبب شغب مشجعي كولون إضافة إلى حوادث مماثلة، لكنهم الآن أكثر ميلاً للتطرف النازي مع تزامن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حزب «البديل من أجل ألمانيا».

ألتراس صربيا، أول خصم لمنتخب إنجلترا في البطولة، يفخرون بكونهم «الأسوأ» في أوروبا وهم مسلحون بعصي البيسبول والسكاكين وأحياناً السلاح، والكثير منهم ينحدر من عصابات الجريمة والمخدرات، ويقول إيفان (23 عاماً) أحد مشجعي فريق ريد ستار بلغراد ومنتخب صربيا: «في الملعب قد تفوزون علينا، لكن خارجه لا فرصة لديكم، نحن لا نخاف أحداً، نعرف كل شيء عن الإنجليز والإيطاليين لكنهم لا يصلون لقوة الرجال في صربيا».

واعتادت الشرطة الصربية على الوجود بكثافة أثناء المباريات المهمة في الدوري متسلحين بالعصي وأسلحة نصف أوتوماتيكية ناهيك عن وضع سيارات الإسعاف بالقرب من الملعب وسط أجواء مشحونة بالشماريخ النارية والدخان، ويرتدي الكثير من المشجعين الصرب تي شيرت أسود، البعض منها بصورة رئيس روسيا فلاديمير بوتين، وآخرين يصرخون بهتافات تطالب بعودة كوسوفو للبلد الأم، وعلق تيهومير نيديليكوف (34 عاماً)، الذي يدير مسيرة المشاغبين أسبوعياً منذ 2018: «هناك في ريد ستار 10 آلاف مشجع من الألتراس بينهم 200 إلى 300 محكوم بجرائم وتتراوح أعمارهم بين 16 و45 وهم مزيج من مشجعي الكرة والمجرمين والشباب العنيفين، ثقافة الألتراس عميقة في العنف وهم يقاتلون لتملك المدرجات لأنهم بذلك سيملكون الحي وكل شيء معه».

المدرج الشمالي موطن «ديليخي» (الأولاد الأقوياء) وهو محاط بأسلاك تلوح خلفه الأعلام الكبيرة ويرتفع فيه صوت قرع الطبول والدخان، وقبل 3 سنوات شنت الشرطة غارة على مجموعات ألتراس مرتبطة بنادي ريد ستار وبغريمه بارتيزان الذين يعرفون بلقب «حفاري القبور»، وألقت القبض على 17 عنصراً بتهم ارتكاب جرائم فظيعة وألقت جلسات محاكمتهم التي لا تزال مستمرة الضوء على عالم الألتراس، ويقال إنهم يقتلون معارضي الحكومة مقابل غض بصرها عن تجاراتهم غير القانونية، وقد تشاجروا في مونديال روسيا 2018 مع مشجعي البرازيل وفي 2014 تشاجروا مع مشجعي منتخب ألبانيا واللاعبين ضمن تصفيات يورو ما أجبر الحكم على وقف المباراة، كما أوقف في 2012 قائد المشاغبين «ايفان باغدانوف» الشهير ب«إيفان الرهيب» مباراة تصفيات يورو أمام إيطاليا بعد محاولته الهجوم على مشجعي إيطاليا والشرطة وإزالة الحواجز.

ومن المتوقع حضور 800 ألف مشجع لصربيا في بطولة يورو، وهو رقم كبير مقارنة مع ال7ملايين تعداد سكان البلاد، وعلق تيهومير: «ستكون هناك مشاكل قطعاً بين مشجعينا ومشجعي بلدان أخرى مثل ألمانيا والنمسا وسويسرا القليل من المشجعين في البلاد سيسمح لهم بالسفر لألمانيا، لكن لدينا المهاجرين وستكون البطولة هذه المرة مختلفة لأنهم وصلوا هناك فعلاً لتشجيع المنتخب».

ألتراس بولندا أيضاً يستعدون للبطولة ويطلق على كاراكاو «مدينة السكاكين» بسبب تاريخ 30 عاماً من العنف خارج الملاعب، حيث يمكن لارتدائك قميص الخصم أن يفضي إلى قتلك.

ويقود أكبر مجموعتين للشغب في بولندا 100 شخص من فرق متمرسة بالمصارعة والفنون القتالية، ولا يشربون الخمر إطلاقاً كي لا يؤثر في مهاراتهم القتالية، وكلا المجموعتين متورطتين في الجريمة المنظمة وتشجع إحداهما فريق ويزلا كراكاو، الذي يلقب ب«الكلاب» لأنه أدير من قبل الشرطة اليسارية في الماضي على مدى 40 عاماً، والأخرى تشجع الغريم إم كاي إس كاراكوفيا الملقب ب«باسي ستريبز» أو اليهود لأن معظم مشجعيه من اليهود وتصل المنافسة بينهما للقمة في الديربي والذي يطلقون عليه «الحرب المقدسة».

وعلق خبير بالشغب في بولندا: «كراكاو قطعاً أكثر المدن خطورة في بولندا لمشجعي الكرة، إن كنت مشجعاً عادياً فعليك ألاّ ترتدي قميص فريقك أو تظهر وشاحه مطلقاً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wv2nzbu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"