عادي

الكمبيوتر يشم

21:02 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

«ذا كونفرزيشن»

في عالم الذكاء الاصطناعي، يتخطى الباحثون باستمرار حدود ما يمكن أن تفعله الآلات، وإحدى المهام الأكثر تحدياً التي يتعامل معها الذكاء الاصطناعي حالياً، هي منح أجهزة الكمبيوتر حاسة الشم، وفي حين يعتمد البشر بشكل كبير على حاسة الشم لديهم للكشف عن الروائح المختلفة والتعرف إليها، فقد ثبت أن تكرار هذه القدرة في الآلات يمثل مشكلة معقدة.

وعلى الرغم من كونها واحدة من أقدم الحواس في مملكة الحيوان، إلا أنه تم تجاهل الرائحة منذ فترة طويلة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، مهدت التطورات الحديثة في التعلم الآلي والشبكات العصبية الطريق لأجهزة الكمبيوتر لفهم الروائح وتفسيرها، ويمكن أن يكون للقدرة على اكتشاف الروائح مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءاً من مراقبة الجودة في إنتاج الغذاء وحتى التشخيص الطبي، والمراقبة البيئية.

وعلى عكس الرؤية، أو السمع، اللذين يعتمدان على خصائص فيزيائية محددة جيداً مثل الضوء والموجات الصوتية، فإن الرائحة هي حاسة أكثر تعقيداً، وذاتية، وتمتلك الروائح عدداً كبيراً من المركبات المتطايرة التي تتفاعل مع مستقبلاتنا الشمية بطرق معقدة، ويعد تعليم أجهزة الكمبيوتر لفهم ملفات تعريف الروائح المعقدة هذه والتمييز بينها، تحدياً هائلاً.

ومن خلال استخدام خوارزميات التعلم الآلي والشبكات العصبية، يحقق الباحثون خطوات كبيرة في تعليم أجهزة الكمبيوتر كيفية التعرف إلى الروائح وتصنيفها، وعبر تحليل التركيب الكيميائي للروائح وربطها بروائح معينة، يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي الآن تحديد وتصنيف الروائح المختلفة بدقة مذهلة.

والتطبيقات المحتملة للشم المدعوم بالذكاء الاصطناعي واسعة، ومتنوعة، وفي صناعة المواد الغذائية، يمكن لأجهزة الكمبيوتر المجهزة بحاسة الشم اكتشاف التلف أو التلوث في المنتجات، ما يضمن سلامة الأغذية وجودتها، وفي مجال الرعاية الصحية، يمكن للذكاء الاصطناعي الشمّي أن يساعد بالكشف المبكر عن الأمراض من خلال تحليل التنفس، ويمكن لأنظمة المراقبة البيئية استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف وتتبع الملوثات في الهواء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yj572pbu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"