عادي

لماذا تماطل أمريكا في إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل؟

22:48 مساء
قراءة 3 دقائق

متابعات-الخليج

تطالب إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدات عسكرية وسط تزايد مخاوف واشنطن من إمكانية استخدامها في مناطق ذات كثافة سكانية عالية. في وقت نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيديو على موقع «إكس» قال فيه: إنه من غير المعقول أن تحجب واشنطن السلاح والذخيرة عن تل أبيب.

وفي بداية مايو الماضي، علقت الولايات المتحدة إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل، تتضمن قنابل ثقيلة تستخدمها في حملتها العسكرية على قطاع غزة. وكان بايدن هدد إسرائيل بوقف إمدادات أسلحة في حال واصلت عمليتها في رفح، حيث قال في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «لن نقدم أسلحة وقذائف مدفعية لإسرائيل. لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المراكز السكانية في رفح».

والثلاثاء، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إن واشنطن لا تزال تراجع شحنة قنابل كبيرة لإسرائيل بسبب مخاوف من إمكانية استخدامها في مناطق ذات كثافة سكانية عالية. جاء ذلك رداً من بلينكن على سؤال خلال مؤتمر صحفي عن وضع شحنات الأسلحة بعد أن قال نتنياهو: إن بلينكن أكد له الأسبوع الماضي، أن إدارة بايدن تعمل على إزالة القيود المفروضة على شحنات الأسلحة.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، قال نتنياهو: إن بلينكن أكد له أن إدارة بايدن تعمل على إلغاء القيود المفروضة على شحنات الأسلحة الموجهة إلى إسرائيل. وأضاف نتنياهو في بيان، أنه أبدى خلال لقائه مع بلينكن، الأسبوع الماضي، تقديره للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بدء الحرب ضد حركة «حماس» في أكتوبر الماضي. لكنه قال أيضاً: إنه «من غير المعقول أن تحجب الإدارة (الأمريكية) الأسلحة والذخائر عن إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية». وقال نتنياهو: إن بلينكن أكد له أن الإدارة الأمريكية تعمل «ليلاً ونهاراً» لإلغاء مثل هذه القيود. وأضاف «خلال الحرب العالمية الثانية، قال تشرشل للولايات المتحدة: «أعطونا الأدوات، وسوف نقوم بالمهمة. وأنا أقول، أعطونا الأدوات وسننهي المهمة بشكل أسرع بكثير».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، الاثنين، أن عضوين ديمقراطيين كبيرين في الكونغرس الأمريكي وافقا على دعم صفقة كبيرة لبيع أسلحة إلى إسرائيل تشمل 50 طائرة مقاتلة من طراز إف-15 تبلغ قيمتها أكثر من 18 مليار دولار. وقالت: إن النائب جريجوري ميكس، والسيناتور بن كاردين وقعا على الصفقة تحت ضغط شديد من إدارة بايدن بعد أن أوقفا عملية البيع لعدة أشهر.

وفي وقت سابق قال المسؤولون الأمريكيون: إن القنابل التي توقف شحنها هي من النوع الذي يمكن أن يستعمل في رفح. وستحدث خسائر فادحة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. فالولايات المتحدة لا تريد من إسرائيل أن تهاجم رفح. وهذا ما أرادت تبليغه لها بتعليق الشحنة. وقال مسؤول أمريكي لصحيفة واشنطن بوست: إن هذه «طلقة تحذيرية» لإسرائيل حتى تعرف مدى جدية القلق الأمريكي.

وتتحمل الولايات المتحدة جملة من المخاطر عندما تمنع الدعم العسكري عن إسرائيل، لأن إسرائيل قد تتجاهل، بكل بساطة، ما يقوله وما يفعله حلفاؤها. فقد تعتبر تحذيرات واشنطن، «كلاماً فارغاً»، معتقدة أن الدعم العسكري الأمريكي سيأتي على المدى الطويل. وسيكون ذلك دليلاً علنياً على تراجع التأثير الأمريكي في العالم. وسيكون الامتحان الأكبر عندما تقرر وزارة الخارجية الأمريكية ما إذا كان الجيش الإسرائيلي استعمل الأسلحة الأمريكية في انتهاكات حقوق الإنسان. والختام، أن الولايات المتحدة ليست الحليفة الوحيدة لإسرائيل. وإذا أخرت واشنطن بيع الأسلحة لإسرائيل، فإن الضغط سيتزايد على دول أخرى لتحذو حذوها، من بينها بريطانيا. وهذه القيود ستكون رمزية أكثر مما هي فعلية. لكنها تسهم في عزل إسرائيل دبلوماسياً.

فالولايات المتحدة هي أكبر مصدر للأسلحة والذخيرة لإسرائيل. وهي ملزمة بأن توفر لإسرائيل ما قيمته 3.8 مليار دولار من الأسلحة سنوياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/eb3xwup4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"