هل تؤثر تايلور سويفت في أسعار الفائدة ومعدلات التضخم بأوروبا؟

إعداد ـ محمد كمال
من الواضح أن تأثير حفلات المغنية الأمريكية تايلور سويفت لا يقتصر فقط على إحداث هزات أرضية، ولكنه يمتد كذلك إلى الجانب الاقتصادي، لدرجة دفعت الخبراء إلى دراسة مدى انعكاس جولاتها الحالية على سياسات البنك المركزي الأوروبي، وخصوصا ما يتعلق بمعدلات التضخم وأسعار الفائدة.
وفي حين يتوقع أن تضخ حفلاتها الثمانية التي تنطلق اليوم الجمعة في ستاد ويمبلي بلندن أكثر من مليار دولار في الاقتصاد البريطاني، يناقش الاقتصاديون التأثير الذي سيحدثه اجتياح المغنية العالمية لأوروبا هذا الصيف مع زيادة أعداد المعجبين للطلب على الفنادق والخدمات.
وينفق مئات الآلاف من المعجبين الأموال على تذاكر الطيران والفنادق والمطاعم وغيرها من مواد الترفيه المصاحبة لجولة تايلور سويفت Eras Tour.
ويشير كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين، إلى مدى التأثير المحتمل لنجمة البوب العالمية على خطر تفاقم معدلات التضخم في قطاع الخدمات، خاصة في ظل صيف أوروبي مزدحم مع دورة الألعاب الأولمبية في باريس وبطولة كرة القدم الأوروبية في ألمانيا، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
وفي حين تبدأ البنوك المركزية في أوروبا في خفض أسعار الفائدة أو تستعد لذلك، مع تباطؤ التضخم بشكل كبير خلال العام الماضي، فإن هناك مخاوف مستمرة من عدم القضاء على الضغوط التضخمية؛ لأن مكاسب أسعار الخدمات، التي تشمل الفنادق والمطاعم، أعلى من المتوقع بشكل متكرر، ويرجع ذلك بشكل واضح إلى حفلات تايلور سويفت.
ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن الطلب الذي تصنعه جولة تايلور سويفت على غرف الفنادق ورحلات الطيران عبر أوروبا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار التي تغذي معدل التضخم في كل دولة. وفي حين يحرص محافظو البنوك المركزية على دراسة كافة التغييرات الدقيقة في البيانات، فإنهم إذا شعروا بالقلق من أن التضخم لا يتباطأ كما هو متوقع، فيمكنهم تأجيل خفض أسعار الفائدة.
ويقول الخبير الاستراتيجي البريطاني لوكاس كريشان: «إن كل تلك المراوغات الصغيرة ستكون ذات أهمية كبيرة.. يمكنها خلق حالة ضبابية بالنسبة للبنوك المركزية». وعلى سبيل المثال قال مكتب الإحصاءات في البرتغال إن معدل التضخم تسارع الشهر الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى القفزة في أسعار الفنادق بلشبونة، الناتجة عن عرضي تايلور سويفت يومي 24 و25 مايو.
ويضيف كريشان أنه «من الممكن أن تؤدي حفلات تايلور سويفت إلى زيادة تضخم الخدمات في بريطانيا، خاصة أن أحد مواعيد حفلاتها قد يتزامن مع اليوم الذي ربما تسجل فيه وكالة الإحصاء في البلاد بيانات الأسعار». وأوضح: «إذا اتبعت أسعار الفنادق النمط الذي حددته عندما أقامت حفلها في ليفربول، فقد يرتفع تضخم الخدمات بما يصل إلى 0.3 %».
وقال كريشان إن بيانات التضخم الأعلى من المتوقع في أغسطس/آب بالتزامن مع عودة المغنية العالمية إلى لندن قد تشجع مسؤولي بنك إنجلترا على تأجيل خفض أسعار الفائدة.
من جهة أخرى يشكك محللون في قدرة تايلور سويفت على إحداث تأثير زلزالي في الإحصائيات الوطنية. ويقول جورج موران، الخبير الاقتصادي في بنك نومورا، إنه: «من غير المرجح أن تؤثر حفلاتها في سياسة البنك المركزي أو سياسة الحكومة، ولا أعتقد أن الاعتماد على إقامة حفلات موسيقية للنجوم خيار مستدام للنمو في بلد ما»، ويضيف أن «ضخ مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني، نتيجة حفلات تايلور سويفت ربما لن تكون كافية لإنعاش الاقتصاد الراكد».
ويؤكد موران أنه بالنسبة للمدن الفردية وقطاعات معينة، يمكن أن يكون للجولة تأثير مفيد. لكنه يرجح أن التأثير سيكون محلياً أكثر منه كلياً، ومع ذلك يقول: «من الواضح أن تايلور سويفت تمثل ظاهرة هائلة، والمناطق التي تزورها تسبب ضجة كبيرة في قطاع الضيافة».