الحذر ضرورة

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

كل ما نؤدّيه اليوم من أعمال، وما نحققه من إنجازات، تتدخّل فيه بلا شكّ التقنية الحديثة، بوسائلها المختلفة، من هواتف وحواسيب، وأجهزة محمولة بأشكالها المتعدّدة، وكل هذا سهّل كثيراً من الأمور.. لكن ما يجري بين الحين والآخر، من ممارسات للصوص ومخادعين وأفراد عصابات قد تكون عالمية، بات يثير القلق، ويبعث على الخوف..

يأتيك اتصال من شخص يزعم أنه من مؤسسة رسمية، كلّفته الاتصال بك، ويطلب منك رقم هويتك الشخصية، وتفاصيلها.. وآخر يتصل زاعماً أنه من المصرف الذي تودع فيه حسابك، وأن المصرف كلّفه أن يتصل بك ل«تحديث» بياناتك.. والمطلوب رقم البطاقة المصرفية، ورقم الإدخال السرّي..

وبلغ التجاوز والاحتيال أن يتصل بك أحدهم ويزعم أنه من وزارة الداخلية، أو قيادة الشرطة في إحدى الإمارات.. ويطلب منك تفاصيل عن هويتك ورقم حسابك المصرفي ورقم البطاقة...

هناك بالتأكيد كثر لا يصدّقون هذا الخداع، ويغلقون الهاتف في وجه المتّصل.. لكن للأسف هناك قليلو الخبرة، أو الوافدون حديثاً إلى الدولة، فتنطلي عليهم الحيلة، ويستجيبون لهؤلاء المجرمين، فيقعون ضحايا لإجرامهم، فيخسرون مبالغ ليست قليلة بالتأكيد.. وبغضّ النظر عن كثرة المبلغ المسروق أو قلّته، فليس من حق أي أحد الاستيلاء على أموال غيره، وسرقتها، لأنّها نتيجة تعبه وجهده، فهي ملكه وحده.

بالتأكيد الأجهزة الأمنية في الدولة، يقظة على مدار الساعة، وأيّ بلاغ عن سرقة أو نصب واحتيال بأي طريقة كانت، تتابعه بسرعة ودقة، وتصل إلى المجرم، فينال عقابه، وهذا ما أعلنته قيادات شرطة في أكثر من إمارة، بكشف هؤلاء والقبض عليهم، وإنزال العقوبات المقرّرة في القانون..

لكن المطلوب أيضاً من الجميع توخّي الحذر والحيطة، وعدم التجاوب مع أي اتّصال إذا لم يكن من جهة رسمية.. وكل المؤسّسات الرسمية في الدولة، عندما تجري اتّصالاً بأي جهة، فإن اسمها الرسمي يظهر على شاشة هاتف المتّصلة به.. أمّا أن يرد رقم هاتف عادي لا اسم رسمياً عليه، ويزعم صاحبه أنه من مؤسسة كذا أو مديرية كذا ويطلب تفاصيل عن رقم الحساب أو رقم البطاقة المصرفية... فهذا يجب أن يغلق الخطّ معه مباشرة، فضلاً عن الإبلاغ عنه.

العصر الرقمي الذي نحن فيه، كما قلنا حلّ كثيراً من العقد، وسهّل كثيراً من الأمور، وفي الوقت نفسه، أتاح للجميع تفاصيل عن خصوصيّاتنا الاجتماعية والمالية والمهنيّة.. وهذا يستلزم توخّي الحذر والحيطة، وتبديل بعض التفاصيل أو الأرقام أو المفاتيح بين الحين والآخر..

الحذر ضروري بلا أي شك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dybjkxf

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"