عادي

قصف غزة يتواصل بعد إعلان نتنياهو قرب انتهاء «المعارك العنيفة»

23:24 مساء
قراءة 4 دقائق

قطاع غزة - أ ف ب

استهدف قصف إسرائيلي، الاثنين، قطاع غزة، غداة إعلان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن المعارك «العنيفة» ضد مقاتلي حركة حماس «على وشك الانتهاء»، لا سيما في مدينة رفح، في جنوب القطاع، غير أن الحرب ستتواصل.

وردت حركة «حماس»، الاثنين، مؤكدة أن أي اتفاق يجب أن يتضمن «تأكيداً واضحاً على وقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة»، وهما شرطان ترفضهما إسرائيل.

وبمواجهة الضغوط الشديدة من الرأي العام الإسرائيلي، أكد نتنياهو في المقابلة التي أجرتها معه القناة 14 الإسرائيلية، أنه لن يقبل أي اتفاق «جزئي»، مؤكداً أن «الهدف هو استعادة الرهائن» في قطاع غزة.

وأكد أن «المرحلة العنيفة من المعارك ضد حماس على وشك الانتهاء. هذا لا يعني أن الحرب على وشك الانتهاء، لكن الحرب في مرحلتها العنيفة على وشك الانتهاء في رفح».

وفي كلمة أمام الكنيست، الاثنين، أكّد نتنياهو «تمسّكه بالمقترح الإسرائيلي الذي أيّده الرئيس بايدن» مضيفاً «موقفنا لم يتغيّر».

وتابع: «لن نضع حداً للحرب ما لم نقضِ على حماس، وما لم نعِد سكان الجنوب والشمال إلى بلداتهم بكل أمان».

وينصّ المقترح الذي أعلنه بايدن في 31 مايو/ أيار الماضي، وقال إنه إسرائيلي، في مرحلته الأولى على وقف فوري لإطلاق النار لستة أسابيع، والإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، و«انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة».

ويرمي المقترح في مرحلة لاحقة إلى إرساء وقف دائم لإطلاق النار شرط أن تحترم حركة «حماس» تعهّداتها، وفق بايدن.

وباشر الجيش الإسرائيلي في مطلع مايو/ أيار الماضي، هجوماً برياً على رفح، بهدف معلن هو القضاء على «حماس».

وأفادت منظمة الصحة العالمية، بأنّه حتى 17 مايو/ أيار الماضي، لم يبقَ في رفح سوى 750 شخصاً، بعدما كانت تؤوي 1.4 مليون فلسطيني، نزحت أغلبيتهم العظمى، بعد الهجوم الإسرائيلي في السابع من مايو/ أيار الماضي.

وقالت سميّة العمارين، الستينية النازحة من حيّ الزيتون، في مدينة غزة، في شمال القطاع: «أوقفوا الحرب، وخلصونا من القتل والموت، نحن لا نعيش، جميعنا أموات، مع وقف التنفيذ». مضيفة «يكفي قتل الأبرياء، ونسف وقصف وتدمير البيوت، أصبحت حياتنا جحيماً لا يطاق، والعالم يتفرج».

وقال نتنياهو رداً على سؤال إنه «مستعد لعقد اتفاق جزئي» يسمح بالإفراج عن قسم من الرهائن، قبل «مواصلة الحرب».

وفي هذا السياق، حذر منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الإثنين، بأن «إنهاء القتال في غزة من دون تحرير الرهائن سيكون فشلاً وطنياً غير مسبوق وانحرافاً عن أهداف الحرب»، مؤكداً أن «مسؤولية وواجب إعادة جميع الرهائن تقع على عاتق رئيس الوزراء».

ويواجه نتنياهو انتقادات شديدة داخل إسرائيل، حيث تظاهر أكثر من 150 ألف شخص، السبت، في تل أبيب، للمطالبة بانتخابات مبكرة، وبعودة الرهائن، في أكبر تجمع منذ اندلاع الحرب.

كما تسببت الحرب في قطاع غزة، بتصاعد التوتر مع «حزب الله» على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان، ما يبعث مخاوف متزايدة من اتساع النزاع.

وقال نتنياهو في مقابلته الأولى مع قناة تلفزيونية إسرائيلية منذ بدء الحرب: «بعد انتهاء المرحلة العنيفة، سنعيد نشر بعض قواتنا نحو الشمال، وسنفعل ذلك لأغراض دفاعية في شكل رئيسي، لكن أيضا لإعادة السكان (النازحين) إلى ديارهم».

وأدى تبادل القصف اليومي بين الجيش الإسرائيلي، و«حزب الله» إلى نزوح عشرات آلاف الأشخاص من المناطق الحدودية في جنوب لبنان، وشمال إسرائيل.

وفيما ينتقد نتنياهو التأخير في تسليم أسلحة أمريكية، وصل وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى واشنطن لإجراء محادثات بشأن الحرب. وأعلن نتنياهو، الأحد، أن الخلاف مع واشنطن سيحلّ في مستقبل قريب.

نهب وتهريب

وفي غزة، استهدف قصف مدفعي، الاثنين، رفح ومخيم النصيرات المجاور (وسط)، وكذلك حي الزيتون في مدينة غزة (شمال)، حيث أفيد عن معارك، بحسب شهود. وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، عن مقتل مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في غزة، هاني الجعفراوي، وعامل آخر في ضربة على عيادة الدرج في مدينة غزة.

وبحسب وزارة الصحة، قتل ما لا يقل عن «500 من الطواقم الطبية جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من ثمانية أشهر».

من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي، خلال جولة على وحدات في مدينة رفح: «نقترب من النقطة التي سنقول فيها إننا فككنا لواء رفح التابع لحماس»، وفق متحدث باسم الجيش.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مواصلة عملياته المحددة الأهداف في محيط رفح، مؤكداً تصفية مقاتلين، وتفكيك مداخل أنفاق في المنطقة.

وقتل في الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من 37 ألف شخص، معظمهم من المدنيين. وفي ظل الوضع الإنساني الكارثي، وفيما تحذر الأمم المتحدة على نحو متكرر من مجاعة وشيكة مع تشديد القيود على دخول المساعدات، حذّر فيليب لازاريني، المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الاثنين، من أن «انهيار النظام العام يؤدي إلى عمليات نهب وتهريب متفشية تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها السكان بشكل ملحّ جداً».

وتسببت الحرب بنزوح سكانيّ كثيف في القطاع الذي يعد 2.4 مليون نسمة. ويتنقل أكثر من مليون شخص بصورة متواصلة بحثاً عن مكان آمن، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أن «لا مكان آمناً» في القطاع.

وأفادت الأمم المتحدة، استناداً إلى صور من الأقمار الصناعية أن نحو 65% من شبكة الطرقات في القطاع تضررت، أو دمرت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr342b53

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"