عادي

من هو قتيل الكتب؟

20:23 مساء
قراءة دقيقتين
رسم متخيل للجاحظ

عرف الجاحظ بممارسته لعادة غريبة في القراءة والتدوين والتأليف، فقد كان يضع الكتب قائمة في صفوف حوله، بحيث تحيط به من كل جانب، ويجلس في الوسط، فيقرأ ويدون ملاحظاته، وكذلك الأمر عندما يهم بتأليف أحد كتبه، وهي العادة التي تجمع معظم المصادر التاريخية على أنها أدت إلى وفاته، حيث مات نتيجة تساقط الكتب والمجلدات عليه من رفوف مكتبته، وقيل إنه وجد ميتاً وعلى صدره كتاب ضخم.

ورغم أن هناك رواية ثانية متعلقة بوفاته، ذكرتها مصادر تاريخية أخرى، تقول إن الرجل أصيب بداء الفالج فاعتزل الكثير من الناس، وظل في فراشه سنين طويلة حتى توفي، إلا أن خبر موت الجاحظ تحت أنقاض الكتب ظل يتردد بشكل أوسع، ما جعل جلّ المؤرخين وعامة الناس يقتنعون بهذه الرواية؛ لأنها متناسقة مع حياة الجاحظ وولعه بالكتب، فهي الأقرب لشخصية الأديب والعالم الذي لم يفارق عالم القراءة والكتابة حتى وفاته؛ لذلك فإن الناس يميلون إلى تصديق قصة موته في المكتبة أكثر، ولذلك أطلقوا عليه لقب «قتيل الكتب».

والجاحظ هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري، الذي يُعدّ واحداً من أكبر أئمة الأدب العربي عبر التاريخ، وقد ولد في البصرة وعاش فيها ما بين 159 ه و255 ه، وكان يتّصف بالذكاء وسرعة البديهة والقدرة على الحفظ، فاشتهر في زمنه وارتفع قدره، وقد تعلّم الشعر من أبي عبيدة، والأصمعي وأبي زيد الأنصاري، وتعلّم النحو من صديقه الأخفش أبي الحسن، وتعلّم الفصاحة شفاهةً من العرب في المربد، وعرف عنه الحثّ على العمل بأحكام العقل لا بأحكام الحواسّ المعرّضة للخطأ، كما كان يتحلّى بالظرافة؛ ما جعله يتميز بخفّة الظلّ، ولقب بالجاحظ لبروز عينيه الكبيرتين.

ألف الجاحظ نحو 360 كتاباً، من بينها: «البيان والتبيين»، و«سحر البيان»، و«التاج»، و«البخلاء»..إلخ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3862pc9t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"