عادي

ستارمر في اسكتلندا لـ«إعادة ضبط» العلاقات

18:31 مساء
قراءة 3 دقائق
رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر

لندن - أ ف ب

يتوجه رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، إلى إسكتلندا الأحد، في أول محطّة له ضمن جولته على أقاليم المملكة المتحدة، سعيا إلى «إعادة ضبط» العلاقات التي شهدت توترات أحيانا بين لندن والحكومات الإقليمية.

وسيلتقي كير ستارمر بعد الظهر جيمس سويني رئيس الوزراء الإسكتلندي، الذي تعرض حزبه «الحزب الوطني الإسكتلندي» الاستقلالي لهزيمة مدوية في الانتخابات التشريعية، محتفظاً بتسعة نواب فقط مقارنة بـ48 نائباً في الانتخابات السابقة.

وقال كير ستارمر خلال مؤتمر صحفي بعد أول اجتماع لمجلس الوزراء الجديد السبت: إنّ حزب العمّال حصل على «تفويض واضح» بفوزه الساحق في الانتخابات التشريعية.

لكنّه شدّد على، أنّه «يريد أن يحدّد طريقة للعمل في جميع أنحاء المملكة المتحدة تكون مختلفة وأفضل (من الماضي) وأن يعترف بإسهامات الأقاليم الأربعة».

وفي النظام السياسي البريطاني، تتمتع حكومات إسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية بسلطات في مجالات عديدة، مثل التعليم والصحة والبيئة، في حين تحتفظ الحكومة البريطانية بالسلطات في مجال الدفاع والسياسة الخارجية خصوصاً.

وكانت حكومة حزب العمّال خلال عهد توني بلير (1997 - 2007) مهندسة هذا النظام الذي سُمّي «تفويضاً»، ولكن في ظلّ حكم المحافظين على مدى السنوات الـ14 الماضية، كثيراً ما اتهمت الحكومات الإقليمية لندن بتهميشها.

وانتقدت رئيسة الوزراء الإسكتلندية السابقة نيكولا ستورجن، ما اعتبرته تواصلاً صعباً مع بوريس جونسون خلال جائحة كوفيد-19، كما أعربت عن أسفها لأنّ خليفته ليز تراس، لم تتواصل معها مباشرة رغم مرور أكثر من شهر على وصولها إلى داونينغ ستريت.

من جهته، أكد ستارمر في بيان نُشر قبل وصوله إلى إسكتلندا، أنّه يريد القيام بـ«إعادة ضبط فورية» لهذه العلاقات مع رؤساء الحكومات الإقليمية.

وأكد، أنّ «تعاوناً مبنياً على الاحترام سيكون أساسياً لإحداث تغيير في جميع أنحاء المملكة المتحدة»، وقال: «معاً، يمكننا البدء بإعادة بناء بلدنا».

بعد إسكتلندا، يتوجّه ستارمر إلى ويلز التي يرأس حكومتها العمّالي فوغان غيثينغ، ثمّ إلى أيرلندا الشمالية التي تتولّى رئاسة الحكومة فيها ميشيل أونيل الجمهورية من حزب شين فين.

رسالة من توني بلير

بعد فوزه الساحق في الانتخابات التشريعية الخميس، قال كير ستارمر السبت: إنّه «يتطلّع» إلى تنفيذ التغيير الذي وعد به المملكة المتحدة.

غير أنّ التحدّيات أمام تحقيق هذا الوعد عديدة، في ظل اقتصاد متعثّر وخدمات عامّة تواجه صعوبات كبيرة، فضلاً عن تداعيات لا تزال كبيرة لأزمة غلاء المعيشة.

وخلال الحملة الانتخابية، برزت قضية الهجرة كأحد الهواجس الرئيسية للناخبين.

وقد جعل حزب «إصلاح المملكة المتحدة» المناهض للهجرة من هذه المسألة محوراً رئيسياً في حملته الانتخابية التي أدّت إلى حصوله على أكثر من 14 في المئة من الأصوات ودخوله البرلمان بخمسة نواب، من بينهم رئيسه نايجل فاراج.

في هذه الأثناء، حضّ توني بلير رئيس الوزراء العمّالي الأسبق كير ستارمر على إعداد «خطّة للسيطرة على الهجرة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ صعود حزب «إصلاح المملكة المتحدة»، «يشكّل تحدّياً لحزب العمّال أيضاً»، حتى لو انتزع بشكل أساسي أصوات محافظين.

وقال توني بلير: إنّ «القضايا الثقافية تشكّل محوراً أساسياً (في عملية التصويت) مثل القضايا الاقتصادية، إن لم يكن أكثر منها»، مضيفاً أنّه في هذه النقطة «تشترك السياسة البريطانية في الكثير من الأمور مع السياسة الأوروبية»، مشيراً في هذا الإطار إلى الوضع في فرنسا وإيطاليا.

وكان ستارمر أكد السبت، أن خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا التي أعدها المحافظون المطاح بهم «ماتت ودُفنت»، مضيفاً «لست مستعداً لمواصلة الحيل التي لا تشكل رادعاً».

في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية الجديد ديفيد لامي، جولة في أوروبا بدأها بألمانيا السبت، قبل أن يتوجّه إلى بولندا والسويد.

وقال في مقال نُشر على موقع «ذي لوكال يوروب» المتخصّص: إنّ لندن تأمل الآن في «تحسين» علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.

ورغم أنّ إعادة النظر في بريكست أو العودة إلى حرية تنقل الأفراد لا تشكل أولوية بالنسبة إلى الحكومة الجديدة، فإن وزير التجارة الجديد جوناثان رينولدس، أكد عبر شبكة «سكاي نيوز» الأحد، أنّ على المملكة المتحدة «استطلاع» سبل «لإزالة بعض العوائق» التجارية مع الاتحاد الأوروبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mry5r484

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"