عادي

تعرف إلى الفلسفة في 100 كلمة

20:13 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: الخليج

هذا الكتاب وعنوانه «الفلسفة في 100 كلمة» إشراف فريديريك وورم (ترجمة د.محمد جديدي) بمنزلة مقدمة للفلسفة، وهو علاوة على ما يحتويه من مفاهيم فلسفية جوهرية وأدوات مفاهيمية أساسية كشروط للدرس والبحث الفلسفي، فهو شامل يغطي تاريخ الفلسفة، إذ تم تحليل وفحص المصطلحات الواردة في الكتاب من زاوية تاريخية، لم تقتصر على مرحلة زمنية معينة، وإن تمركزت بعض الشيء في الفلسفة المعاصرة، إلا أننا نجد في ثناياها الفكر الفلسفي القديم اليوناني والروماني، كما أن لفلسفة العصر الوسيط نصيباً من الطرح والمعالجة، إضافة إلى حضور الفلسفات الحديثة بشكل لافت من دون إغفال – وإن بشكل مقتضب – لجوانب مضيئة من الفكر الإنساني كالفكر الشرقي أو الإسلامي من حين لآخر.

يعتبر الكتاب مدخلاً للفلسفة، ليس كالمداخل الكلاسيكية التي تعرف الفلسفة في بضعة مباحث، جرى تقسيمها منذ زمن بعيد، ولم تعد تفي بحاجة دارس الفلسفة وقارئها اليوم، وهو مدخل متميز كونه نهج مقاربة مفتوحة ومتعددة، تأخذ بعين الاعتبار بمباحث الفلسفة المعروفة من أنطولوجيا وإبستمولوجيا وأكسيولوجيا، لكنها في الوقت نفسه تلقي ضوءاً على الكتابات المعاصرة واهتمامها بالثقافة والعلوم والفنون، وتراعي التقدم العلمي والتقني الحاصل في القرن العشرين، ولا سيما في ربعه الأخير، بل حتى في بداية الألفية الجديدة، وفيه تقاطعات الفلسفة مع البيولوجيا أو مع السينما، والوسائط المتعددة وتمفصلاتها مع الرياضة والسياسة لصيقة إلى حد كبير بالعدالة والتعاطف والتضامن.

باختصار بات هناك مواضيع أخرى للتفلسف لم تعد مسجونة بين دفات الدرس الأكاديمي والبحث النظري، إنما صارت فلسفة للجمهور ولواقع الناس، وهي أقرب ما تكون إلى ما يعرف بفلسفة اليومي، لهذا فهو يطرح وجهات نظر فلسفية جديدة، بالاستناد إلى فلاسفة الاختلاف: فوكو، دريدا، وأيضاً رؤى فلسفية عند دلوز، وهي رؤى جديرة بالاهتمام لما تطرحه من تحليل فلسفي ثاقب، أظهرنا على شكل مغاير لواقعنا، لذواتنا، ولإنسانيتنا بشكل عام.

*عمل جماعي

يتميز الكتاب بعدة مزايا، أبرزها أنه عمل معجمي مختصر في حجمه وشكله، لكنه عميق في مضمونه وفائدته، وهو كأغلب الأعمال المعجمية من تأليف مشترك أسهم فيه 11 كاتباً وأكاديمياً، من جامعات فرنسية وأوروبية وأمريكية، ذوي تخصصات فلسفية وإنسانية دقيقة، وأصحاب خبرة وكفاءة في الكتابة والبحث.

قام كل كاتب من الكتاب المشاركين في هذا العمل بتحرير عدد من المقالات بمنزلة مواد أو مداخل عن المفاهيم والمصطلحات التي وزعت على كل كاتب، وتراوحت بين ستة إلى عشرة مداخل، في أغلبها منسجمة مع تخصص الباحث واهتماماته الفكرية.

مع ذلك لا يخلو العمل – رغم أنه معجمي – من تقديم المادة من زاوية هي أقرب إلى مقاربة يقترحها الكاتب، ولهذا لم يكن الكتاب، وإن كان في شكله معجما، إلا أن منهجيته تبنت أسلوب التحليل والنقد، وبالتالي فهي تقدم وجهة نظر بحثية، وهذا ما يكتشف من قراءة مدخل الكتاب.

تراوحت لغة الكتاب بين البسيط، والمعقد أحياناً أخرى، ويرجع ذلك إلى طبيعة الكلمات الفلسفية ذاتها، التي اختيرت لتكون في قائمة الكلمات المائة، فبعضها مستوعب في دلالته ومعناه، أو في تداوله واستعماله، وبعضها يستوجب انتباهاً خاصاً لإدراك مضمونه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4atbshj5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"