عادي

ما لم ترصده العدسات أثناء خطاب نتنياهو في الكونغرس

16:20 مساء
قراءة 5 دقائق
ما لم ترصده العدسات أثناء خطاب نتنياهو في الكونغرس
إعداد: محمد كمال
ردود فعل انتقادية واسعة واجهت خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس الأمريكي، والتي جرت على وقع تظاهرات غاضبة، ومقاطعة العديد من النواب، ورفع بعضهم لافتات إدانة، فيما تكشفت تفاصيل لافتة أثناء إلقاء الخطاب، والتي من بينها العديد الكبير من مرات التصفيق التي حظي بها، والتي وصفها مراقبون بأنها كانت على أساس «حزبي»، فيما كان لافتاً أن أحد النواب وصف نتنياهو بـ«أسوأ سياسي»، ثم جلس أمامه في القاعة للتصفيق طيلة الوقت.
على مدار 52 دقيقة، هي فترة الخطاب، صفّق النواب لنتنياهو 81 مرة، بمعدل مرة كل 38.5 ثانية. وعند دخوله إلى قاعة الكونغرس وصولاً إلى المنصة الرئيسية لإلقاء كلمته، شهدت تصفيقاً لمدة وصلت إلى 3.13 دقيقة.
وقبل خطاب نتنياهو، كان عضو السلطة القضائية في مجلس النواب الديمقراطي، جيري نادلر، وهو يهودي والأطول خدمة في مجلس النواب، يقرأ كتاب «سنوات نتنياهو»، وهو كتاب ينتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وسعى نتنياهو في خطابه إلى الدفاع القوي عن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، محاولاً تصويرها على أنها معركة من أجل البقاء، بينما لم يشر تقريباً إلى عشرات الآف القتلى من المدنيين الفلسطينيين. كما لم يذكر شيئاً عن التوترات في العلاقة التي اندلعت مع استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية في الهجمات التي أدت، حسب إحصاءات السلطات في غزة، إلى مقتل 39 ألف شخص.
ولم يحضر العشرات من النواب الكلمة، وقاطعها بعضهم علناً، فيما وجّهوا انتقادات لاذعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وضرورة إنهاء الحرب الجارية. وقال العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ كريس فان هولن، إنه لم يحضر لأنه لا يريد أن يصبح «أداة سياسية» لنتنياهو.
  • موقف هاريس
رفضت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، المرشحة الرئاسية المفترضة للحزب، والتي كانت تقوم بحملتها الانتخابية في الغرب الأوسط، أن تتولى رئاسة الجلسة، إلى جانب رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، ما يشكل خروجاً عن التقاليد. وعادة ما يرأس نائب الرئيس مثل هذه الخطابات المشتركة التي يلقي فيها زعماء الدول الأجنبية كلمة في الكونغرس، والتي تمثل حدثاً نادراً، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
  • تظاهرات
خارج مبنى الكابيتول، ملأ رذاذ الفلفل الهواء، بينما حاول ضباط الشرطة صد آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا للسخرية من نتنياهو. ورفع المتظاهرون لافتات تهاجمه، وأحرقوا دمية له.
  • أسوأ عرض
في قاعة مجلس النواب وأثناء حديث نتنياهو، كان هناك دليل واضح على كيفية تآكل الإجماع طويل الأمد بين الحزبين لدعم إسرائيل في الكونغرس. فقد شمل العدد الكبير من الديمقراطيين الذين لم يحضروا، اثنين من كبار أعضاء مجلس الشيوخ، والنائبة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، التي انتقدت الخطاب لاحقاً، باعتباره «أسوأ عرض تقديمي لأي شخصية أجنبية رفيعة المستوى، تتم دعوتها وتكريمها بامتياز مخاطبة كونغرس الولايات المتحدة».
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت إن نتنياهو يجب أن يقضي وقته في العمل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، من شأنه أن يعيد الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس إلى وطنهم.
  • لافتة داخل القاعة
وبينما كان نتنياهو يتحدث، لوّحت النائبة رشيدة طليب، الديمقراطية من ولاية ميشيغان، وأول عضو أمريكي من أصل فلسطيني في الكونغرس، بلافتة كتب عليها «مجرم حرب» من جهة، و«مذنب بارتكاب إبادة جماعية»، من الجهة الأخرى.
وفي ظل احتشاد أكثر من 5000 متظاهر مؤيد للفلسطينيين في الشوارع القريبة من مبنى الكابيتول، رفض نتنياهو أولئك الذين بنوا مخيمات في الحرم الجامعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
  • تصفيق حزبي
كان من اللافت، أن التصفيق الذي تلقاه نتنياهو في معظمه «حزبي»، حيث صفق الجمهوريون بصوت عالٍ، وتراجع الديمقراطيون، وكان بعضهم يجلس بصمت، ووجهه متحجّر. ويبدو أن الخطاب كان يستهدف الجمهور الإسرائيلي لإثبات أن قيادته مهمة لرفاهية الدولة، وأن نتنياهو وحده يمكنه أن يكون بمثابة حامي إسرائيل.
ولم يذكر رئيس الوزراء شيئاً عن المعلومات الاستخبارية التي جمعتها بلاده قبل هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، والتي حذرت من أن ضربة وحشية كانت على وشك الإعداد. لقد استشهد بالأبطال العسكريين في ذلك اليوم، لكنه لم يشر إلى الرد البطيء لقوات الدفاع الإسرائيلية.
ألمح نتنياهو إلى بعض المرونة في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، واتفاق إطلاق سراح السجناء. ولم يصل إلى حد القول إنه يجب تدمير حماس، وهو أسلوب استخدمه في الماضي لإبطاء الحديث عن مثل هذا الاتفاق.
  • لم يذكر هاريس
أشاد نتنياهو بكل من الرئيس بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب. ولم يذكر هاريس التي من المقرر أن يلتقيها، الخميس. ولكن عندما شكر الولايات المتحدة بشكل كبير على دعمها لإسرائيل، ألمح إلى شكوكه في أن إدارة بايدن تعمل على إبطاء شحنات الأسلحة من أجل النفوذ، قائلاً: «امنحونا الأدوات بشكل أسرع، وسننهي المهمة بشكل أسرع».
وقال السيناتور بن كاردين، الديمقراطي من ولاية ماريلاند الذي ترأس الاجتماع المشترك، بعد رفض آخرين في حزبه، في وقت لاحق، إن انتقاد للمتظاهرين كان مثيراً للقلق.
  • عدم مصافحة شومر
كانت زيارة نتنياهو محفوفة بالمخاطر بالنسبة للديمقراطيين، ومن الملاحظ أن السيناتور تشاك شومر، الديمقراطي من نيويورك، وزعيم الأغلبية، الذي انتقد نتنياهو بشدة، لم يصافحه عندما دخل الغرفة.
وقال النائب جيرولد نادلر، الديمقراطي عن نيويورك، في بيان قبل الخطاب، إن «نتنياهو هو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي». ومع ذلك، جلس في القاعة، ونهض ليصفق لنتنياهو طوال خطابه.
  • انتقاد مؤيدين لإسرائيل
وانتقد جيريمي بن عامي، رئيس مجموعة جي ستريت، وهي مجموعة ليبرالية مؤيدة لإسرائيل، الخطاب لفشله في تقديم «خطة فعلية لإنهاء الحرب وتحقيق الأمن والسلام الحقيقيين في المنطقة». وأضاف في بيان: «دعواته الفارغة إلى تحقيق النصر الكامل هي مجرد وهم، لأنه لا يوجد حل عسكري للصراع الأساسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وقال السيناتور كريس ميرفي، الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، الذي أشار في الماضي إلى أنه منفتح على وضع شروط على المساعدات لإسرائيل، في منشور على الإنترنت إن «الخطاب، كما توقعت، كان بمثابة انتكاسة للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل».
  • مسرح سياسي
كما لم يحضر عدد قليل من الجمهوريين. فقد كان السيناتور جي دي فانس، من ولاية أوهايو، المرشح لمنصب نائب الرئيس ترامب، يقوم بحملته الانتخابية. وقال النائب توماس ماسي، الجمهوري عن ولاية كنتاكي، إنه لن يحضر حدثاً يعتبره «مسرحا سياسيا». وفي منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ماسي: «الغرض من جعل نتنياهو يخاطب الكونغرس هو تعزيز مكانته السياسية في إسرائيل».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48tzd4jf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"