عادي

الدكتور سلطان القاسمي يكـتب: مكة قبل ظهور الإسلام

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

د. سلطان بن محمد القاسمي
قال الله تعالى:

  • لِإِيلَٰفِ قُرَيشٍ ﴿١﴾ إِلَٰفِهِم رِحلَةَ الشِّتَآءِ وَالصَّيفِ﴿٢﴾ فَليَعبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا البَيتِ ﴿٣﴾ الَّذِىٓ أَطعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّن خَوفِ ﴿٤﴾.

١- لإيلاف قريش: الإيلاف: العهد، والإجازة.

قريش: قرش: جمعه من هنا ومن هناك، وضم بعضه إلى بعض، وقريش، قبيلة من العرب، سميت بذلك لتجمعها إلى الحرم بمكة.

٢- إلافهم رحلة الشتاء والصيف: الإلاف: العادة، إلافهم، عادتهم.

رحلة الشتاء والصيف: رحلة الشتاء إلى اليمن للتجارة، وكذلك رحلة الصيف إلى الشام، عبر طريق التجارة.

توقفت تلك الرحلات للخوف من الحرب في اليمن والحرب في الشام، وأصاب مجتمع مكة المجاعة.

فيما يلي نذكر الحوادث التي جرت في تلك الفترة:

قال الله تعالى:

  • وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قُتِلَ أَصْحَٰبُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّآ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨) الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَٰوَٰتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ (٩).

١- يقسم الله بالسماء ذات البروج.

والبروج هي نجوم في السماء، ووضع الإنسان صوراً على تلك النجوم وهي: اثنا عشر برجاً: الحمل أو الكبش، والثور والجوزاء أو التوأمان والسرطان والأسد أو الليث، والسنبلة أو العذراء، والميزان، والعقرب، والقوس أو الرامي، والجدي أو التيس، والدلو أو الساقي أو ساكب الماء، والحوت أو السمكة، والله أعلم بعددها ومهمتها.

٢- اليوم الموعود: يوم القيامة.
٣- شاهد ومشهود: يوم القيامة.

الآيات اللاحقة تصف ما حدث للمسيحيين في اليمن، والحادثة كما يلي: كان ذو نواس، آخر ملوك حميّر التبابعة، فتح نجران عام ٥٢٣م، وأحرق أهلها النصارى، بني الحارث بن كعب في أخدود النار، قضى عليه نجاشي الحبشة.

عاد ملك اليمن للحميريين، وفي حكم الملك سيف بن ذي يزن المولود عام ٥١٦م، وفي عام٥٧٠م، بعث نجاشي الحبشة القائد أبرهة الأشرم لاحتلال اليمن، فقام بطرد الملك سيف بن ذي يزن من الملك، حيث اشتكى المسيحيون من معاملته لهم لدى نجاشي الحبشة المسيحي.

التجأ سيف بن ذي يزن إلى كسرى ملك فارس، عدو الدولة البيزنطية المسيحية.

كان جيش فارس مشغولاً بالبيزنطيين في القدس والشام، فزود كسرى سيف بن ذي يزن بالمساجين، حيث دربوهم وجعلوا منهم جيشاً وتوجه إلى اليمن.

في اليمن، كان القائد أبرهة الأشرم يهدد بنشر المسيحية في الجزيرة العربية، وقيل له إن هناك بيتاً يتعبد العرب عنده وهو الكعبة، فقرر هدم البيت، وتوجه بجيش عظيم وفي مقدمته فيل، حتى إذا ما وصل إلى مكة، قضى الله على أبرهة الأشرم وفيله وجيشه، وقد وصف الله سبحانه وتعالى الحادثة كما يلي:

قال الله تعالى:

  • أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (٥).

كيدهم: مرادهم، والتضليل: ضل الهداية.

الطير الأبابيل: الإبل: مجموعة من الجمال.

والطير الأبابيل: مجموعات من الطير.

والسجيل: حجارة صلبة.

عصف التبن: حطامه.

كان ذلك في عام ٥٧٠م، وقيل عام الفيل وفيه ولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

جاء الإسلام، وأمر الله المسلمين أن يعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3sse56x4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"