عادي
بعد موسم أرباح مخيب للآمال

عمالقة التقنية أمام أعنف منزلق في عامين

23:48 مساء
قراءة 3 دقائق
وادي السيليكون

إعداد: هشام مدخنة

مع انتهاء موسم نتائج الربع الثاني لشركات التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة إلى حد كبير، يتكشّف أمام المستثمرين شيء واحد فقط، وهو أن «وول ستريت» تعاني توتراً وقلقاً كبيرين.

ومنذ نهاية عام 2022، كانت الرواية إيجابية في الغالب لقطاع التكنولوجيا، مع تعافي الاقتصاد الأمريكي في أعقاب الوباء، وبناء الإثارة حول فرص النمو التي أشعلتها شطحات الذكاء الاصطناعي. وبموجب ذلك، ارتفع مؤشر «ناسداك» بنسبة 43% العام الماضي، وظل مرتفعاً بأكثر من 13% منذ مطلع 2024 وحتى الآن.

ولكن موسم الأرباح الماضي كان مخيباً للآمال، حيث أشارت بعض الشركات إلى نمو أضعف من المتوقع، وأثارت أخرى مخاوف من أن بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قد يواجه بعض العقبات.
 

الصورة
  • «أمازون» و«أبل»

وأعلنت كل من «أمازون» و«أبل» نتائجهما الفصلية المخيبة للآمال، الخميس، حيث فشلت الأولى في تحقيق إيرادات إيجابية، وأصدرت توقعات محبطة للمستثمرين، في حين أظهرت الثانية نمواً 5% فقط في الإيرادات.

وانخفض سهم «أمازون» بنسبة 8.8% الجمعة، ليبلغ التدهور خلال ثلاثة أسابيع 14%. وعزا المسؤولون التنفيذيون بعض العجز في الإيرادات إلى شراء المستهلكين سلعاً منزلية أرخص وعناصر أقل كلفة مثل أجهزة الكمبيوتر والتلفزيون.

وكانت نتائج «أبل» أقل إثارة للقلق؛ حيث تجاوزت الشركة تقديرات الأرباح والإيرادات، وأنهى سهمها التداولات بارتفاع طفيف يومي وأسبوعي، 0.69%، و1.16% على التوالي. لكن هذا جاء بعد انخفاض بأكثر من 5% في الأسبوعين السابقين.

  • سحابة مايكروسوفت وإعلانات يوتيوب

بدورها، انخفضت أسهم شركة «مايكروسوفت» 4% هذا الأسبوع، وبنسبة 10% خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. حيث أصدرت شركة التكنولوجيا العملاقة توقعات أضعف من المتوقع للربع الثالث، وفشلت في تحقيق النمو في قطاع سحابة «أزور» الذي تأثر بقيود السعة والضعف في بعض المناطق الجغرافية الأوروبية.

وتراجعت أسهم «ألفابت» 1.23% هذا الأسبوع بعد انحدار 10% في الأسبوعين السابقين. وفي تقرير أرباحها، فشلت عائدات إعلانات «يوتيوب» للشركة في تجاوز التقديرات، وحققت فقط نمواً إجمالياً بنسبة 11%، وهذا أقل بكثير من منافستها «ميتا» التي توسعت بنسبة 22%.

  • «ميتا».. الاستثناء

كانت «ميتا» أبرز المتوّجين بين مجموعة العمالقة، مع ارتفاع سهمها بنحو 4% هذا الأسبوع بعد أن تفوقت الشركة على تقديرات «وول ستريت»، وأصدرت توقعات برّاقة للربع الحالي من العام. وقال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، إن الاستثمارات الضخمة للشركة في الذكاء الاصطناعي تؤتي ثمارها، من خلال خلق إعلانات أكثر صلة، وتسهيل تصميم الحملات التسويقية للمسوقين. لكن حتى رغم الارتفاع الأخير، انخفض سهم الشركة على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.

وأضاف: «أعتقد أن هناك الكثير من المنتجات والمزايا التي نعمل من خلالها على تحسين تجربة المستخدم على نطاق واسع، ومساعدة الأشخاص على إيجاد محتويات أفضل، وتعزيز فعالية تجارب الإعلان. إنه بالفعل عمل الذكاء الاصطناعي».

  • طفرة «إنفيديا» واستسلام «إنتل»

أما بخصوص الفائز الأكبر في طفرة الذكاء الاصطناعي «إنفيديا»، والتي لم تُعلن بعد نتائجها الفصلية، فقد انخفض سهم شركة معالجات الرسومات والشرائح بنسبة 17% خلال فترة الركود التي استمرت ثلاثة أسابيع في مؤشر «ناسداك»، ومع ذلك، لا يزال محلقاً بأكثر من 120% منذ مطلع 2024 وحتى الآن.

وتعتمد «إنفيديا» على إنفاق أقرانها من شركات التكنولوجيا الكبرى أثناء بنائهم البنية التحتية الخاصة بهم للذكاء الاصطناعي. ونظراً للارتفاع الهائل الذي شهدته أسهمها على مدار السنوات القليلة الماضية، فإن أي علامة على الانزلاق المحتمل يمكن أن يكون لها تأثير كبير في النمو.

وفي تايوان، أغلقت أسهم «تي إس إم سي» منخفضة بنسبة 5.9%. في حين تراجع سهم «سامسونغ» في كوريا الجنوبية بأكثر من 4% مع نهاية الجلسة. ومعلومٌ أن «تي إس إم سي» هي أكبر شركة مصنعة للرقائق في العالم، والثانية أكبر شركة أشباه موصلات للذاكرة على مستوى العالم.

تراجع 26%.. أسوأ إغلاق لسهم «إنتل» منذ 1974

  • صناعة الرقائق

على الجانب الآخر من سوق أشباه الموصلات، هناك «إنتل»، التي كانت في السابق أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم، قبل أن تترك الساحة لمنافسيها في السنوات الأخيرة، وهي متأخرة كثيراً اليوم في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. وفي ضوء ذلك، سجل سهم «إنتل» الجمعة، أسوأ يوم له على الإطلاق منذ 50 عاماً، مع انحسار فاق ال26%، ووصل إلى مستوى لم يحدث منذ عام 2013. بعد أن أعلنت الشركة فشلاً كبيراً في تحقيق الأرباح، وإعادة هيكلة ضخمة تتضمن التخلص من 15% من قوتها العاملة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4r5r8z25

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"