مصر هي القلب

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

عندما يقوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بزيارة خاصة إلى مصر خارج البروتوكولات والأطر الرسمية، وعندما يقوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة إلى دولة الإمارات بالمثل، إنما يؤكدان عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، بما يتجاوز العلاقات الرسمية التي تربط بين الدول، فمصر بالنسبة إلى الإمارات هي الشقيقة الكبرى، والسند، وهي العمق العربي لمنطقة الخليج، وهي فوق ذلك، الشريان الذي يمدّ الأمة الأمة العربية بالقوة في مواجهة التحدّيات والمحن التي تواجهها في مثل هذا الزمن الصعب.

إن أواصر الأخوّة والعلاقات المصيرية التي تربط الإمارات ومصر تجلّت في وصية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حيث احتلت مصر مكانة خاصة في قلبه، ووجدانه، عندما قال إن «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيكم أبنائي بأن تكونوا دائماً إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أمرّرها أمامكم بأن تكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق عزة العرب، إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب لن تكتب للعرب الحياة».

لذلك، فإن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة إلى مصر، ولقائه مع الرئيس السيسي في مدينة العلمين الجديدة، إنما هي تعبير عن عمق العلاقة بين القائدَين والبلدين، لأن وصية الشيخ زايد صارت أحد الثوابت في علاقة الإمارات بمصر، وأصبح التشاور والعمل المشترك يتجاوزان الأطر التقليدية، حيث توحدت الرؤى والأهداف الاستراتيجية.

وعندما يبحث صاحب السمو والرئيس السيسي الروابط الأخوية التي تجمع البلدين، والعلاقات الراسخة بينهما، وتطوّرات الأوضاع في المنطقة، فإنهما ينطلقان من الإيمان بتطابق وجهات نظرهما، وبوحدة المصير بينهما.

إن العلاقة بين الإمارات ومصر هي علاقة وثيقة وتاريخية، بدأت قبل قيام دولة الاتحاد عام 1971، فقد جمعت بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والمغفور له الشيخ زايد، وهي علاقة اتسمت بالتعاون، والاحترام المتبادل، كما قدّم الشيخ زايد الدعم لمصر وشعبها في أعقاب نكسة عام 1967، وكان موقفه التاريخي خلال حرب أكتوبر/ تشرين الأول، عندما أعلن في مؤتمر صحفي عقده في لندن آنذاك «سنقف مع المقاتلين في مصر وسوريا بكل ما نملك، ليس المال أغلى من الدم العربي، وليس النفط أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على جبهات القتال في مصر وسوريا».

هذه المواقف التاريخية للقائد المؤسس تتم ترجمتها يومياً من جانب قيادتنا التي حفظت وصيته عن ظهر قلب، لأنها تؤمن بأن مصر

هي الدرع والسيف، وهي الامتداد الطبيعي لها، ولذلك فإن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة إلى مصر، هي امتداد لعلاقة راسخة كرّسها الشيخ زايد، وتتجاوز بمعانيها وأهدافها كل الأطر البروتوكولية، لأن «مصر هي القلب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/44kf7tsa

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"