عادي

حياة رضيعة رهن حقنة.. أسرتها لا تملك قيمتها

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين
ليليا مصطفى

عندما يتحقق الحلم بعد طول انتظار، تغمر الفرحة الكيان، ويخفق القلب بحمد الله على العطاء، وفجأة، قد تأتي الوجيعة، يصاحبها الخوف، والقلق إلى حد الاعتصار، بما ستحمله الأيام المقبلة، وما يمكن أن يحدث، لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بأفلاذ الأكباد، وهم نور الأعين، والأمل القائم أبداً في قلوب ذويهم؛ فمن أجلهم يكدّون، ولرفعتهم يسعون، ولمستقبلهم يعملون.

وهنا حال الرضيعة ليليا مصطفى، التي أبصرت الحياة منذ أربعة أشهر وأسبوع، بعدما طال انتظار والديها، لأربع سنوات عقب زواجهما، إلى أن تحقق أملهما، ورزقهما الله سبحانه، بها، فكادا يطيران من الفرحة.

ومرت الأيام، وهما ينعمان برعاية الرضيعة الجميلة، إلا أن دوام الحال، ربما يكون محالاً، إذ فجأة أصابهما في طفلتهما خبر صاعق.

فعندما أخذ الوالدان الرضيعة لتلقي اللقاح الخاص بالرضّع، اكتشف الطبيب وجود مرونة في عضلات ساقيها وذراعيها، فطلب منهما إجراء تحليل جيني خاص بمرض الضمور العضلي الشوكي، وجاءت النتيجة إيجابية، ليتبين أنها مصابة بمرض وراثي نادر، يصيب مولوداً من كل 10 آلاف. والحل في إبرة واحدة لا بدّ من حقن الرضيعة بها، لإنقاذها من الموت الذي أضحى وشيكاً.

المشكلة هنا في كلفة الإبرة التي تبلغ 6 ملايين و600 ألف درهم، وتتوافر في مستشفى «الجليلة التخصصي للأطفال» في دبي، ومستشفى «الشيخ خليفة» في أبوظبي.

وفي كل الحالات لا يمكن أن تفي إمكانات والديها بسداد ثمن الإبرة التي تتوقف عليها حياة الرضيعة؛ يقول الأب مصطفى منافيخي: «أقيم في الشارقة، وأعمل طبيب أسنان في إحدى العيادات الخاصة، براتب بصعوبة يكفي نفقات المعيشة، وسداد قسط القرض الذي استدنته لمساعدة أسرتي المكونة من أبي وأمي وثلاثة أشقاء في دولتي سوريا، وشراء شقة يقيمون فيها، لسكنهم بالإيجار، الذي يعانون شهرياً سداد قيمته، لضعف دخلهم.

زوجتي لا تعمل، ونعتمد في معيشتنا على ما يتبقى من راتبي الشهري؛ رزقنا الله بعد طول انتظار بطفلتنا ليليا، التي أدخلت الفرحة إلى حياتنا، إلا أن القدر أراد أمراً آخر، حيث اكتشفنا إصابتها بالضمور العضلي الشوكي الذي يضر بأعصاب حركة الأطراف، ويمكن أن يؤدي إلى توقف عضلات القفص الصدري (التنفس)، ومن ثم الوفاة، لا قدر الله، فيما الحل الوحيد، بحسب التشخيص، يتركز في حقنها بإبرة معينة، تحمل «الجين» المفقود لديها، الذي تسبب في إصابتها بالمرض.

الأمل بالله، سبحانه، لا حدود له، ومن ثم في تعاطف أصحاب القلوب الرحيمة من أهل الخير والكرم، وهم في ذلك كثر، بمدّ اليد، كل بما يستطيع، لشراء الإبرة التي تتوقف عليها حياة الرضيعة التي تقف اليوم على مفترق الطريق بين الحياة والموت. والوقت في ذلك يضيق، والأسرة تسابق الزمن، رافعة الأكف إلى الله عزّ وجلّ، بأن ينقذها، ويكتب لها عمراً جديداً، الجميع اليوم في الانتظار، والله عزّ وجل لا يخيب رجاء ضعيف، ولا يخذل نداء مريض، وفي ذلك يسخّر الخيرين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxhpdup

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"