عادي

«أحياء تفيض بالنازحين».. أمر إخلاء إسرائيلي جديد في خان يونس

19:32 مساء
قراءة 3 دقائق
نزوح

خان يونس - أ ف ب

حمل آلاف الفلسطينيين ما تيّسر من أمتعهم وحاجياتهم، ومضوا في مشقة نزوح جديدة أفرغت شوارع خان يونس من مرتاديها الجمعة، بعد إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر بالإخلاء، وإعلانه توسيع عملياته في كبرى مناطق جنوب قطاع غزة، بعد عشرة أشهر على اندلاع الحرب مع حماس.

وقالت ريم أبو هيّة، إن القوات الإسرائيلية «رموا علينا مناشير يقولون فيها اخلوا». وتابعت السيدة التي بدت منهكة: «لا نعرف إلى أين نذهب، ها نحن نمشي»، مضيفة بأسى ممزوج بالغضب: «معنا مرضى ومعاقون، والبعض على كراسٍ متحركة يقومون بجرّ أنفسهم. إلى أين نذهب؟». وشهدت منطقة خان يونس معارك ضارية وعمليات قصف على مدى أسابيع طويلة منذ اندلاع الحرب في غزة. وكانت آخر أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي بشأنها في أواخر يوليو/تموز الماضي. لكنه دعا مجدداً، الخميس، سكان بعض المناطق في خان يونس إلى مغادرتها، متوعداً العمل بقوة فيها ضد حماس والفصائل الفلسطينية التي «تواصل إطلاق القذائف الصاروخية» منها.

ومن البلدات التي طلب من سكانها إخلاؤها في شرق منطقة خان يونس السلقا والقراراة وبني سهيلا وعبسان، إضافة إلى أحياء في داخل المدينة، وهي الأكبر في جنوب القطاع الفلسطيني.

وفي أعقاب الدعوة، شوهد آلاف الفلسطينيين يغادرونها وهم يحملون ما تيسّر من أمتعة وأغراض. وانتقل رجال ونساء وأطفال ومسنّون في سيارات غطّت سقفها الأمتعة، أو تكدّسوا في عربات تجرّها حمير هزيلة أو درّاجات نارية، بينما سار آخرون حاملين حقائب وأكياساً وفرشاً على الأقدام وسط الركام والازدحام في شوارع ضيقة تفيض منها المياه.

وأعلن الجيش الجمعة بدء «عملية هجومية في منطقة خان يونس»، بعد معلومات عن وجود مقاتلين وبنى عسكرية فيها وفق قوله. وأكد شنّ «غارات مكثفة» على «أكثر من 30 هدفاً لحماس».

وأوامر الإخلاء ليست جديدة على أهل القطاع، حيث تؤكد الأمم المتحدة، أن غالبية السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، نزحوا منذ بدء الحرب.

والشهر الماضي، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن 14% فقط من مناطق قطاع غزة الذي تقارب مساحته 360 كلم مربع، لم تشملها أوامر الإخلاء الإسرائيلية. وأكد الجيش، الجمعة، أن قواته «تحارب في الوقت نفسه فوق وتحت الأرض إلى جانب تطهير المنطقة، والعثور على وسائل قتالية وتدميرها».

  • ارحمونا

ومنذ بدء توغله البري في غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غالباً ما أعلن الجيش العودة إلى مناطق سبق له أن انسحب منها بعد تنفيذ عمليات برية. وتبرر القوات الإسرائيلية ذلك بعودة عناصر الفصائل المسلحة، أو التحقق من معلومات استخبارية عن احتمال وجود رهائن إسرائيليين في تلك المناطق.

وأشار الجيش، الجمعة، إلى أن العملية الأحدث في خان يونس تأتي «نظراً لورود معلومات استخبارية»، بوجود مسلحين وبنى تحتية للفصائل، أو لعدم إعطائها الفرصة لإعادة تجميع صفوفها. لكن بصرف النظر عن الأسباب والمبررات، يبقى الأمر سيان بالنسبة للنازحين.

وقال أحمد النجار، وهو نازح: «يكفي! إلى اليهود وحماس، إلى الاثنين، يكفي. تطلعوا إلى الفلسطينيين، تطلعوا إلى أهل غزة».

وأضاف: «ارحمونا. أولاد صغار ونساء يموتون في الشارع». من جهته، قال محمد الفرا (46 عاماً) من منطقة الشيخ ناصر شرقي خان يونس: «على الرغم من أنه خلال العملية العسكرية السابقة للاحتلال شرقي خان يونس تمّ قصف منزلنا. لكن عند انتهاء العملية العسكرية عدنا إليه، ووصلت بنا الحال بأن ننام بالشوارع، حتى ونحن في منزلنا وعلى ركامه. ليعود الاحتلال، ويطردنا من جديد لنعاني المأساة أضعافاً مضاعفة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3zawwym5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"